أحدث الأخبار
الخميس 28 آذار/مارس 2024
1877 878 879 880 881 882 8831120
فيلم "شباب اليرموك" حكاية عن مخيم في السماء!!
09.04.2014

**المخرج أكسل سيلفاتوري سانز يترك أبطال فيلمه شباب اليرموك يصنعون بأنفسهم النهاية حيث سيحكون فيه عمّا آلت إليه أحوال المخيم وكيف أضحت مصائرهم... أحمد باشا - بعد أن عرض مرات عديدة داخل الصالات السينمائية الفرنسية والأوروبية ضمن تظاهرات ومهرجانات مختلفة، عرض مؤخرا بـ”معهد البحث والدراسات في البحر المتوسط والشرق الأوسط” في باريس الفيلم التسجيلي “شباب اليرموك” (75دقيقة – 2013).يحاكي مخرج الفيلم الفرنسي الشاب أكسل سيلفاتوري سانز في شريطه السينمائي أحلام شباب مخيم اليرموك في الهجرة من المخيم في زمن ما قبل الثورة السورية. كما يسعى حثيثا عبر نقله لقصص واقعية تُشرح تلك الظاهرة، محاولا فيها فهم معاناة جيل فلسطيني كامل، جيل يحن إلى بلاد لم يشاهدها من قبل، إلا في حكايا الجدات ونشرات الأخبار.انطلاقة الثورة السورية في ربيع 2011 أجبرت المخرج على مغادرة الأراضي السورية، لينتظر من أبطال فيلمه مشهدا يصنعونه بأنفسهم، ليعتمده كمشهد ختامي لفيلمه، حيث سيحكون فيه عمّا آلت إليه أحوال المخيم وكيف أضحت مصائرهم؟تتقاطع أحلام الشبان بمرارتها وبقسوتها، مفترقة برغباتها ومتوحدة بعلاقتها مع تفاصيل المكان الرئيسي (مخيم اليرموك).
يكتب كلّ منهم مقطعا عن مخيم اليرموك ويقرؤه عبر فترات زمنية متقطعة خلال الفيلم، لا يسعفهم الكلام في أغلب الأحيان، إلا أن المخيم الحالم الذي بنوه فوق المخيم يفضح انتماءهم وارتباطهم بهذا المكان، وبالسماء أيضا.البنايات العالية، المهترئة، المتراكمة فوق بعضها البعض هي اللوحة الرئيسية للمشهد الافتتاحي والختامي لفيلم المخرج الفرنسي؛ تضيق الصورة أكثر في عدسة آكسيل لتغدو الصورة العامة على هذا النحو: واقع يطحن أبناءه منذ خمسين عاما، شبان مجبرون على إضاعة سنتين من حياتهم للانصراف إلى الخدمة الإلزامية تحت ما يسمى “جيش التحرير الفلسطيني”، ليذوقوا أقسى أنواع الذل تحت رحمة نظام ارتكب أبشع المجازر بحق الفلسطينيين وقضيتهم، فضلا عن القهر اليومي.الفيلم الذي شكلت الهجرة محوره الأساسي، التقطت عدسته، وبحساسية عالية، تفاصيل الحياة في أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين.كما غاصت في صلب حكاياهم وعلاقتهم مع أغاني الشيخ إمام وغيرها من علائم الفرح. مستكشفة في حكاياهم تفاصيل للأوطان التي تعتمل في دواخلهم. لم يكن مخرج الفيلم منفصلا عن الحدث الأساسي، بل كان جزءا من متن الحكاية، جمعته علاقة صداقة استثنائية على أحد سطوح المخيم مع شباب اليرموك: علاء الذي نجح في السفر خارج البلاد، لينتهي به المطاف بالنهاية في التشيلي ليدرس السينما هناك.ويحكي عبر “السكايب” مع أصدقائه الذين فشلوا في الخروج من أماكنهم. أما سامر فتخيب جميع محاولاته في التهرب من الخدمة العسكرية.الإناث في الفيلم لسن أوفر حظا من الذكور، فتسنيم التي تذكر اسم حبيبها أليسو مرارا في الفيلم، تعده المخلص الذي سينتشلها من هذا المكان والتي تبدو أكثر سخطا عليه وعلى حاله.أما صديقتها وعد فإنها ستبقى في المخيم من أجل حبيبها حسان حسان: الممثل المسرحي، الذي سيبقى في هذا المكان ليقدم في كل سنة عرضا مسرحيا واحدا كمنتهى لأحلامه ولسعادته المرجوة.حسان بوسامته وبروحه المرحة، بقي في المخيم حتى آخر ثانية في الفيلم، استمر بمناصرة الثورة السورية، أنجز العديد من المقاطع الفيلمية التي ضجت بها شبكات التواصل الاجتماعي خلال الثورة السورية.حسان قتل تحت التعذيب في أقبية مخابرات النظام السوري في أواخر عام 2013 بعد أن اعتقل على أحد الحواجز العسكرية.