أحدث الأخبار
الأربعاء 24 نيسان/أبريل 2024
1844 845 846 847 848 849 8501122
برج باب مراكش من ماضي الحرب إلى حاضر الفن !!
20.05.2014

البرج يعتبر صرحا تاريخيا حضاريا عرف تحولات كبيرة خلال فترة الحماية الفرنسية ما جعله قبلة للزوار من داخل المملكة وخارجها
الرباط- برج باب مراكش المعلم الذي اضطلع بدور فعال في مدينة الصويرة لحمايتها أصبح اليوم يحكي مجدها ويقوم بدور ثقافي وفني فيها، ولا يتنافى مع ما شهدته المدينة من معارك عسكرية.
ويقع برج باب مراكش، الذي يشكل أحد أهم الحصون الدفاعية بالمغرب، جنوب غرب المدينة العتيقة بالصويرة في زاوية مقطع السور القديم والباب التاريخي الذي يحمل نفس الاسم، وهو يحتضن حاليا متحفا للفنون ومنصة في الهواء الطلق والعديد من الفضاءات المخصصة للإبداع الفني والثقافي.
وشيد هذا البرج الضخم خلال القرن 19، الذي يبلغ قطره 35 مترا وتصل مساحته إلى 980 مترا مربعا، حيث نصبت عليه عشرات المدافع موزعة على زاوية 270 درجة تطل على المداخل الشرقية للمدينة العتيقة وذلك من أجل حماية المدينة والميناء من أي هجوم قادم من الشرق والجنوب الشرقي.وتتميز بناية البرج، الذي كان يحتوي على مستودع للذخيرة والأسلحة، بالصلابة والمتانة إذ بني بالحجارة المنجورة، وهو مكون من جدارين خارجيين متصلين بنواة مركزية قطرها 8 أمتار و11 غرفة متشابهة تطل على ممر للرواق.وتجدر الإشارة إلى أن تاريخ إنشاء هذا المعلم الأثري لم يتحدد بعد بشكل دقيق مما يضفي عليه مزيدا من السحر والألغاز، وحسب وثيقة لوزارة الثقافة المغربية، وإذا اعتبرنا أن التواريخ التي دونت على الألواح الحجرية لقبور الموتى، فقد تم تشييد حصن السلطان عبد الرحمان بن هشام عام 1846، أي بعد عامين من الحصار والقصف الذي عرفته مدينة الصويرة من قبل الأمير “دي جوانفيل” عام 1844 في الهجوم الذي وقع موازاة مع معركة إيسلي.
ولكن طبقا للنقوش ومخططات العديد من المهندسين والتوبوغرافيين الأوروبيين، فإن برج باب مراكش كان موجودا بالفعل في أواخر القرن 18، أي خلال فترة حكم السلطان محمد بن عبد الله، مؤسس المدينة.وقد عرف برج باب مراكش، تحولات كبيرة حيث استخدم مربطا لخيول الجنود المقيمين بالصويرة خلال فترة الحماية الفرنسية، وتم إخلاؤه مع بداية خمسينيات القرن الماضي.كما عرف المبنى، خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي، تنظيم بعض التظاهرات الفنية والحرفية قبل أن يعاد إليه الاعتبار من طرف منظمة “اليونيسكو” حيث صنف كمعلم للتراث الثقافي الإنساني العالمي عام 2001.
ونظرا لأهميته كصرح تاريخي حضاري ارتأت الجهات المسؤولة عن الثقافة في المغرب إلى جانب ثلة من المثقفين والفنانين ضرورة توظيفه حاليا، واعتماده كوجهة تقام في رحابه التظاهرات الثقافية وبذلك يكون قبلة للزوار من داخل المملكة ومن خارجها للاستمتاع بالعروض ولاكتشاف تراث المنطقة عموما والاطلاع على الجانب التاريخي للبرج الذي ارتبط بحضارات عديدة مرت بأرض المغرب. كما أن صمود بنائه وجمال معماره وطابعه الفني الخاص المشابه لعديد المناطق والمواقع الأثرية بالمغرب يجعله قادرا على أداء هذه الوظيفة وبذلك يصدر الصورة التاريخية والحضارية لآثار البلاد ويمنح رؤية جديدة للآثار والمواقع الأثرية التي يمكن أن تروج نفسها بصورة معاصرة وتضع تاريخ المغرب في حلة ثقافية.