أحدث الأخبار
الخميس 28 آذار/مارس 2024
1786 787 788 789 790 791 7921120
أفارقة لا يتنازلون عن لحوم الأدغال ولو بطعم إيبولا !!
19.08.2014

غاغنوا (كوت ديفوار) – رغم انتشار فيروس إيبولا القاتل في بعض دول منطقة الغرب الأفريقي على غرار غينيا وليبيريا وسيراليون وجميعها دول جوار لكوت ديفوار، لا يبدو الإيفواريون يعبأون كثيرا بخطر انتشار الوباء في البلاد.
أبقى العديد من الإيفواريين على عاداتهم الغذائية المتمثلة في استهلاك لحوم الحيوانات التي تعيش في الأدغال، ضاربين عرض الحائط بقرار السلطات الإيفوارية القاضي بمنع استهلاكها منذ نهاية شهر مارس الماضي.بالقرب من أحد مطاعم بلدة غاغنوا في الوسط الغربي لكوت ديفوار، حيث تقدم أطباق لحوم حيوانات الأدغال في كنف السرية، قال سيلفان دجيه وهو سائق سيارة أجرة: “نعم كنت في الداخل أتناول طبقا من الأدغال”، في إشارة إلى طبق حيوان “الأغوطي” (نوع من القوارض)، شكّل غداء “سيلفان” ذلك اليوم.3 أشهر بعد منع السلطات استهلاك هذه اللحوم وحرق عدة كيلوغرامات منها في عدة مدن إيفوارية، لم يرضخ الجميع لهذه الإجراءات وتواصل بيع لحوم الأدغال بطريقة غير قانونية.
سيلفان دجيه الذي تناول للتو أحد القوارض في مطعم بغاغنوا يبرر عدم احترامه لهذا القانون قائلا: “أنا مقتنع بأن إيبولا لا يمكنها أن تضرني في شيء، كل ما يقال في التلفزيون مجرد كلام، أنا لا أؤمن بوجود هذا المرض”.“سيلفان” قال إن المطاعم هنا في غاغنوا، تخشى فرض غرامات عليها أو إغلاقها، لذلك هي لا تبيع لحوم الأدغال إلا لبعض الزبائن من أصحاب الحظوة.ومنذ البدء بتطبيق قرار منع البيع، تقوم فرق من الموظفين الحكوميين من مصلحة الصحة الأساسية بدوريات على كامل مساحة البلاد بشكل منتظم، غير أن مهمة تطبيق القانون تبدو أصعب بكثير مما يبدو عليه الحال.وقال أحد موظفي مصلحة المياه والغابات، مفضلا عدم الكشف عن اسمه: “نسعى إلى القيام بواجبنا على أكمل وجه، لكن الأمر صعب جدا، في حي ديولابوغو (في غاغنوا)، حصل وأن فاجأت أحدهم بصدد اقتناء جرذ، ما إن لمحني حتى لاذ بالفرار، تمكنا إثر ذلك من القبض على البائع وتسليمه إلى الشرطة”.
بدورها، قالت هيلين كواديو، وهي التي تشتغل تاجرة جملة، إن الصيادين يواصلون بيع لحوم الأدغال على طرقات البلاد غير مكترثين بقرار المنع.وأضافت بشأن ذلك: “كي لا يقع الإمساك بهم، يخفي الصيادون غالبا الحيوانات التي يعتزمون بيعها، في أكياس ومن ثم يقومون بالإشارة إلى الزبائن حين يمر هؤلاء بسياراتهم”.وتابعت: “لا وجود لأي مراقبة، عند الوصول إلى البوابات المرورية، ما إن تدفع رسوم الطريق حتى يسمح لك بالمرور دون أن يكترث أحد بما تحمله داخل السيارة”.وقبل هذه الأزمة الصحية، كان الإيفواريون من الطبقة الوسطى ومن الأحياء الشعبية وحتى من الجاليات الإيفوارية في فرنسا والولايات المتحدة يقومون بطلبيات شراء للحصول على ما تصطاده بنادق الرجال، وما تبيعه النساء من الطرائد، وكان ذلك يتيح لآلاف العائلات تحقيق نوع من الاستقلالية المادية.وحتى اليوم، لم يتم الكشف عن أي حالة إصابة بفيروس إيبولا في كوت ديفوار، بل إن ذروة ما حصل، لم يكن ليتعدى شكوكا في إصابة أحدهم بالفيروس في أواخر شهر مارس الماضي في المستشفى الجامعي بـ “تريشفيل”، في أبيدجان، اتضح لاحقا أنه سليم معافى.