أحدث الأخبار
الجمعة 29 آذار/مارس 2024
1 2 3 41120
مصارعة الجمال تقليد باكستاني خارج على القانون يحظى بشعبية كبيرة لم تخفت مع الزمن!!
07.03.2019

مصارعة الجمال حدث ثقافي محظور في باكستان لكنه يحظى بشعبية كبيرة ويستقطب جماهير غفيرة، وتقام من أجله معسكرات تدريب لمدة سنة كاملة من أجل تأهيل الجمال لخوض هذه المواجهات.
إسلام آباد - ترتفع أصوات الحضور عند دخول قافلة الجمال المزينة إلى الحلبة المغبّرة حيث ستتواجه هذه الحيوانات في تقليد شعبي لكنه محظور في باكستان.
وتزال الأجراس الصغيرة والزينة التي تغطي الجمال قبل أن تبدأ خوض المواجهات.
وتستخدم هذه الحيوانات عنقها وتلجأ إلى العض محاولة طرح الخصم أرضا. وغالبا ما ترتفع التأوهات وصيحات الألم.
وقال عتيق الرحمن، أحد المتابعين للمواجهة بين الجمال “هذا حدث ثقافي ويأتي الناس لحضوره بحماسة واندفاع. يمكن رؤية الحماسة هنا”.
ويعلن الحكم بعد فترة فوز أحد الجملين في المواجهة فيما يندفع المشجعون إلى الالتفاف حول الحيوان المنتصر.
ويعتلي صاحبه بفخر حدبته مستمتعا بهذا الفوز فضلا عن المكافأة المالية البالغة حوالي 715 دولارا.
ومصارعة الجمال محظورة في باكستان لكن رغم ذلك يستقطب نشاط كهذا الجموع.
وتزخر البلاد بتاريخ طويل من هذا النوع من المواجهات الدموية سواء أكانت بين دببة أو ديكة أو حتى كلاب، حيث تعد مصارعة الكلاب على سبيل المثال شائعة جدا في المناطق الريفية في باكستان، فهناك نحو 70 بالمئة من السكان يقومون بتنظيم بطولات قتالية بين كلابهم، تنتهي بمصرع أحد الكلبين المتقاتلين.
وأفاد عبد الأحد شاه، المحامي الذي يمثل رابطة حماية الحيوانات، بأنه “بموجب القانون الباكستاني كل المصارعات التي تشمل الحيوانات غير قانونية”، وبأن غالبية الجمال التي تصاب خلال هذه المصارعات لا تحصل على العناية المناسبة.
وأوضح المحامي الباكستاني أن سكان القرى “يستخدمون علاجات محلية تستند إلى الأعشاب والمنتجات الطبيعية لمعالجة الجروح” التي تصاب بها الحيوانات أثناء المصارعات المنظمة.
إلا أن محبي هذه الرياضة لا يأبهون لهذه الانتقادات مؤكدين أنها تقليد متأت من أرياف ولاية بنجاب الباكستانية.
وتدرب الجمال على مدى أكثر من عام قبل أن تبدأ خوض المواجهات.
وأكد محمد علي جاتوي، وهو أحد وجهاء البلدة، أن “هذا الحدث يعرّف بثقافتنا. يجتمع الناس هنا ويتبادلون التحية وينسون متاعب الحياة اليومية”.
ولا تبذل السلطات الباكستانية أي جهود لتطبيق حظر المباريات بين الحيوانات مع أن بعض التدابير تتخذ من وقت إلى آخر، فقد أقر العام الماضي تعديل للقانون يقضي برفع الغرامة إلى ما يعادل 2150 دولارا على أي شخص يرغم حيوانا على المصارعة.
ولم يكن القانون العائد إلى العام 1890 أي خلال الحقبة الاستعمارية، قد عدل منذ ذلك التاريخ.
وتنتشر مصارعات الجمال في أفغانستان والشرق الأوسط أيضا. وتعود هذه الممارسة إلى الآلاف من السنين.
وفي تركيا التي تنظم مهرجانا شعبيا لمصارعة الجمال في سلجوك، تحدثت وسائل إعلام محلية عن محاولات سياسيين محليين إدراج هذا النشاط في قائمة التراث العالمي غير المادي للبشرية التي تعدها منظمة اليونسكو، لاسيما وأن أول مسابقة رسمية للمصارعة بين هذه الحيوانات أقيمت في العام1830!!

1