أحدث الأخبار
الجمعة 29 آذار/مارس 2024
1 2 3 41120
سوق القيشاني في دمشق طريق العروس إلى فرحة العمر!!
01.08.2017

حمام القيشاني ليس عنوانا لأحد أشهر الأعمال الدرامية التاريخية السورية فحسب، وإنما لأحد أشهر أسواق مدينة دمشق القديمة أيضا. فهذا السوق تعرفه أغلب صبايا المدينة المقبلات على الزواج حيث يوفر لهن أبهى الحلل ليظهرن أميرات في ليلة العمر.
دمشق - قد يبدو سوق القيشاني كغيره من أسواق دمشق القديمة من حيث تاريخه القديم ونمط بنائه، لكن ما يميزه عن غيره تزيين اللون الأبيض لواجهاته، فالسوق متخصص ببيع فساتين الأعراس والإكسسوارات، وهذا ما يجعل زبائنه في أغلبهم من السيدات اللواتي يبحثن في تفاصيله عن ضالتهن، وهن يستمتعن بالشراء في مكان تختلط فيه الأصالة والعادات والتقاليد بكل ما هو جديد ويواكب الموضة الحديثة.
ويعتبر القيشاني من أشهر وأقدم الأسواق المتخصصة في بيع مستلزمات العرائس وتقصده النساء من أغلب المدن السورية وحتى من الدول المجاورة قبل اندلاع الحرب، بسبب جودة بضائعه وتنوعها وأسعارها المنافسة، حسب الحاج مصطفى صاحب أحد المحلات في السوق.
وشيّد سوق العرائس على موقع حمّام القيشاني الذي كانت النساء الدمشقيات يقصدنه كمنتدى اجتماعي يتعارفن فيه، ويتعرفن في نفس الوقت على الفتيات اللواتي أصبحن في سن الزواج لخطبتهن.
وظل الحمام مقصدا للعرائس وعائلاتهن حتى بعد أن تحول من حمام عام 1907 إلى سوق متخصص في بيع كل ما يلزم العرائس من فساتين الخطبة والزفاف والإكسسوارات المناسبة من عقود وأساور متنوعة وتيجان مرصعة، وباقات الورد الأبيض المصنوعة من نفس أقمشة الفساتين.
ويشير مصطفى إلى أن كل البضائع الموجودة في سوق القيشاني هي صناعة محلية وبأيادي ورش موجودة ضمن السوق، وهناك مصممون في مجال الخياطة يقومون دائما بالاطلاع على أحدث خطوط الموضة، ويضيفون التعديلات على القطع بحسب طلب الزبائن، كما يقومون بتنفيذ أي تصميم يطلب منهم، كذلك توجد سيدات يقمن بشك القطع بالخرز الملون والأحجار وزخرفتها بشكل يدوي جميل ومتقن.
ويذكر مصطفى أن محلات السوق في السنوات الأخيرة توسعت كثيرا من حيث العدد وهي لا تزال تحتفظ بطابعها القديم رغم عمليات الترميم، موضحا أن أغلب المحلات تتكون من طابقين يفصلهما درج حجري، حيث يختص الطابق الأرضي بعرض المنتجات أما الطابق الثاني فيكون رحبا لتقيس فيه العروس الفستان براحتها لأن شراء فستان السهرة أو العرس يحتاج إلى تأن ووقت، خاصة أن العروس تأتي ومعها والدتها وإخوتها ومرافقون من طرف العريس.
„لا تخرج العروس من السوق إلا ومعها كل ما تحتاجه من لوازم العرس التي يغلب عليها الأبيض والألوان الزاهية وبريق الإكسسوارات الجميل الذي يخطف الأبصار، كما ترتسم على وجهها ابتسامة الرضى وهي تحمل معها ما تشتهي عيناها ويناسب ميزانيتها“
ولا تخرج العروس من السوق إلا ومعها كل ما تحتاجه من لوازم العرس التي يغلب عليها الأبيض والألوان الزاهية وبريق الإكسسوارات الجميل الذي يخطف الأبصار، كما ترتسم على وجهها ابتسامة الرضى وهي تحمل معها ما تشتهي عيناها ويناسب ميزانيتها.
وتقول السيدة أمل جهادي من رواد السوق “توجد في هذا السوق كل أنواع وأشكال فساتين الأعراس، وتمتلئ واجهات المحال بهذه الفساتين بكل موديلاتها وأشكالها، فمنها ما هو مصنوع بشكل يدوي، والآخر حسب طلب الزبائن، وتأتي العروس إلى هنا وتقوم بشراء جميع حاجياتها؛ حيث يكتظ السوق بالزبائن القادمين من كل مكان، وتنشط الحركة في السوق خصوصا في الصيف لكثرة الأفراح المقامة في هذا الفصل”.
ويقول أحمد صالحة صاحب محل لبيع الإكسسوارات في السوق “أحرص على أن تكون تشكيلة الإكسسوارات لدي مواكبة للموضة، وكل ما يهم العروس وخاصة التيجان التي لا تزال رائجة ومحببة لدى الكثير من الدمشقيات كي تشعر العروس بأنها ملكة في يوم عرسها، إضافة إلى الطقم الأبيض الذي يرافق الفستان ويشمل الحلق والطوق والإسوارة والخاتم، والذي عادة ما يكون إما من اللولو وإما من حجارة الألماس الصناعية والتي يضفي بريقها على الفستان المزيد من التألق”.
ومن جهتها، تقول رؤى صباغ عروس قدمت مع والدتها وحماتها إلى السوق لتختار فستان العرس، “لم أفكر طويلا بالمكان الذي سأشتري منه فستاني وأتيت إلى سوق القيشاني لأنتقي منه ما أحب، لأنني أعلم أن به مصممين وأيادي تعمل بذوق وإتقان، وأنا سعيدة بذلك كون والدتي وجدتي قصدتا السوق للغرض ذاته وهذا يعني لي الكثير”.
وتتابع صباغ أن ما يميز هذه الأسواق القديمة أن العروس تتجول فيها دون أن تكترث بالمطر الغزيز بالخارج أو حتى بشمس الصيف.
وتميز السوق خلال السنوات الماضية بإقبال الجيل الشاب على استثمار محاله وتطوير طرق العرض فيه وتنويع المعروضات، عبر استثمار لبيوت عربية تقليدية مجاورة للسوق والمحال التي وجدت مكان حمام القيشاني، التي جرى ترميمها وتحويلها إلى محال ألحقت بـسوق العرائس.
وتعرضت حركة البيع في السوق إلى تراجع بسبب انتشار أسلوب جديد يتعلق بأثواب العرس والسهرة والخطبة؛ وهو التأجير إذ يشتري الكثيرون من أصحاب المحلات في أسواق دمشق الأخرى أو أولئك المتخصصون في مستلزمات العروس وصالونات التزيين النسائي، أثواب الأعراس من الورشات أو من أشخاص مضطرين لبيعها، ويقومون بتأجيرها للعروس مقابل مبلغ مالي أقل بكثير من سعر شراء الثوب؛ حيث ترتديه في حفل زفافها وتعيده في اليوم التالي للمحل الذي استأجرته منه.

1