أحدث الأخبار
الجمعة 19 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 41121
العباءة النجفية الحاضر الدائم في العراق والخليج !!
01.12.2016

يزور سوق العبايجية في مدينة النجف العراقية زبائن من كل أنحاء العراق والخليج العربي من البحرين والكويت والسعودية للظفر بـ”عباءة نجفية” مميزة بتطريز يدوي لا يمكن العثور على جودته في أي مكان آخر.
النجف (العراق) - تحظى العباءة العربية بمكانة مرموقة لدى العراقيين والخليجيين بصفة عامة، حيث تعتبر الزي الرسمي لهم ولا تكتمل أناقة شيوخ العشائر والقبائل العربية إلا بالعباءة التي تحاك خيوطها الذهبية أو الفضية في مدينة النجف.
وفي سوق العباءات في النجف يغزل حائك يدعى فلاح حسن قماشا صوفيا جميلا على نول عتيق سبق أن استخدمه جده وأبوه في صناعة العباءة النجفية الشهيرة.
ويضرب مشترون آباط الإبل قاطعين مسافات بعيدة للوصول إلى الأسواق المغطاة في وسط المدينة لشراء العباءة النجفية التقليدية الشهيرة التي تُصنع يدويا.
وما إن يصل زوار المدينة العراقية حتى يستوقفهم منظر خياطي العباءة النجفية وسط سوق العبايجية.
وبينما تغزل أصابعه بمهارة الخيط الصوفي الناعم على النول العتيق قال فلاح حسن “هذه الآلة قديمة جدا ونحن مازلنا إلى حد اليوم نستخدمها بعد أن توارثناها أبا عن جد. آباؤنا اشتغلوا على هذه الآلة وابني اليوم تعلم كيفية الاشتغال عليها. لن نترك العمل على هذه الآلة، فالعباءة هي تراثنا وهي لباس النبي صلى الله عليه وسلم ولباس المسلمين، وهي تصنع من الصوف”.
ونظرا لنوعية الصوف الذي تُصنع منه وحرفية الحائكين وروعة التطريز وفخامة اللمسات النهائية تشتهر العباءة النجفية بأنها مضرب للأمثال في الجودة والجمال.
وتعد العباءة لدى العشائر والقبائل العربية مكملا لهيبة الرجل وجزءا من أناقته اللافتة في وسط بيئته وخارجها وتحظى بالكثير من الاهتمام، سيما وأنها تمثل التراث والتمسك بالأصالة، لذلك يحرص زوار النجف على اقتناء عباءاتهم من محال حياكتها يدويا واختيار الأفضل منها من خلال جودة القماش ودقة النقوش على صدرها والكرات الفضية المطلية بالذهب.
كما يحرص الزوار العرب من بلدان الخليج على زيارة سوق العبايجية في النجف سنويا لشراء العباءة المميزة وتقديمها كهدية زواج للأصدقاء والعائلة.
وقال صاحب محل يدعى رسول حسن “العباءة النجفية تعتبر أقدم وأفضل عباءة في العالم. يأتي سكان دول الخليج إلى النجف لشراء هذه العباءة لأنه لا يوجد مثيل لجودتها، وهي تُحاك وتُغزل وتُخاط يدويا”. وتقليديا هناك نوعان من تلك العباءة؛ واحدة للشتاء والأخرى للصيف.
ويتفاوت سعر العباءة النجفية بشكل كبير تبعا لجودة القماش المستخدم؛ فالعباءة الصيفية يمكن أن يتراوح سعرها بين خمسة آلاف دينار (نحو 400 دولار) وخمسة ملايين دينار عراقي (4200 دولار).
ويقول زبائن مثل غافل ياسر، الذي قطع رحلة طولها 90 كيلومترا من محافظة الديوانية لشراء عباءة نجفية، إن هناك عباءة نجفية يمكن شراؤها بثمن مناسب لكل ميزانية.
وأضاف ياسر “أنا جئت من محافظة الديوانية إلى النجف لأن هنا القماش أصلي ولا نجده في المحافظات الأخرى. قماش النجف لا نجده هناك وبإمكان الشخص أن يشتري عباءة حسب إمكانياته المادية”.
وكان الإقبال على العباءة النجفية قد شهد تراجعا في السنوات الأخيرة التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003 وأحداث العنف الطائفي التي تلته.
ومع تحسن الوضع الأمني في مناطق عديدة بالبلاد أصبحت العباءات المصنوعة آليا والمنسوجات المستوردة التي تغرق السوق العراقية وبأسعار منخفضة هي التي تمثل خطرا على العباءة النجفية.
وعلى الرغم من ذلك فإن المغرمين بالعباءة النجفية من أثرياء العراق والعرب والمسلمين لا يأبهون ويزيدون من الطلب عليها نظرا لجودة خيوطها الزرقاء والبنية والذهبية والفضية.

1