أحدث الأخبار
الأربعاء 24 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 41122
حصان نابليون العربي يقف محنطا منذ مئتي عام !!
23.07.2016

في عام 1802، أهدى أحد سلاطين الدولة العثمانية حصاناً عربياً لنابليون بونابرت، فخاض وهو على صهوته حروبه الأخيرة بما فيها المعركة التي انتصر فيها على الروس والبروسيين، وبعد أكثر من مئتي عام مازال هذا الحصان محنطاً في باريس شاهداً على ذلك التاريخ لكنه يحتاج إلى ترميم لاستعادة مجده.
باريس- في متحف الجيش في باريس، يجتهد خبراء في التحنيط في ترميم هذا الحصان المحنط، واسمه “وزير”. وبعد قرنين على الأمجاد التي عاشها برفقة نابليون، بات الحصان بحاجة ماسة إلى معالجة التشققات والتمزقات، وأيضاً إعادة تلوين وبره.
هذا الجواد العربي كان هدية من السلطنة العثمانية إلى الامبراطور الفرنسي، ثم أصبح الحصان المفضل لنابليون، وقد رافقه في حروبه الأخيرة، ثم رافقه أيضاً بعد ذلك في منفاه في جزيرة ألبا بين العامين 1814 و1815.
في أيام المنفى، كان الحصان يذكّر صاحبه بالأيام المجيدة، بالانتصارات التي حققها في ايينا ضد بروسيا في العام 1806، وفي ايلو في العام 1807. وحين عاد بونابرت إلى السلطة، في ما يعرف بالأيام المئة، كان حصانه قد بلغ سن التقاعد، لذا فإنه ظل بمنأى عن أن يشهد الهزيمة المدوية في معركة ووترلو، التي كانت النهاية الحقيقية لنابليون بونابرت.
مجدداً، حكم على نابليون بالنفي، وعاد الحصان ورافق صاحبه إلى منفاه الثاني في جزيرة القديسة هيلانة. في عام 1821 توفي نابليون في الجزيرة، وبعد ذلك بخمس سنوات مات “وزير”.
وفي ظل خوف الكثيرين من أن يتهموا بالارتباط بالامبراطور المخلوع الراحل، عمد رجل بريطاني يدعى وليام كلارك إلى تهريب مومياء الحصان “وزير” إلى بريطانيا عام 1839، بحسب ما يروي غريغوري سبوردوس أمين القسم المعاصر من متحف الجيش.
وفي عام 1843 عرض الحصان المحنط في متحف التاريخ الطبيعي في مانشستر، إلى أن استعادته فرنسا بعد ذلك، وتحديداً في عام 1868 حين واجه متحف التاريخ الطبيعي في مانشستر صعوبات مالية.
ويقول غريغوري سبوردوس “كانت عودة الحصان ممكنة إلى فرنسا في ذلك الوقت، لأنه كان عهد نابليون الثالث، فكان كل ما يتصل بإرث نابليون مرحبا به”. وأصبح الحصان بعد ذلك معروضاً في المتاحف الفرنسية، واستقر به الأمر في متحف الجيش في باريس.
وبدأت آثار الزمن تلقي بثقلها على الحصان المحنط، لذلك كان لا بد من تدخل خبراء التحنيط والترميم في عملهم هذا، ضمن عملية أطلقها المتحف وجمع التبرعات لتمويلها، وأطلق عليها اسم “أنقذوا وزيرْ”.
وكان القيمون على المشروع يأملون في جمع 15 ألف يورو، لكنهم في الحقيقة جمعوا عشرين ألفاً. وسيستخدم المبلغ الفائض في شراء واجهة جديدة للعرض تكون حرارتها مضبوطة بحيث تحول دون تردي حالة الحصان المحنط. ويقول غريغوري سبوردوس “نابليون ووزير غادرا فرنسا معاً إلى بريطانيا، أحدهما إلى جزيرة القديسة هيلانة والثاني إلى مانشستر، ثم عادا واجتمعا مجدّدا في فرنسا”.

1