أحدث الأخبار
الخميس 28 آذار/مارس 2024
1 2 3 41120
أرامل ومطلقات عراقيات يتدرّبن على مهن العيش الكريم!!
28.12.2021

تسعى بعض النساء اللاتي شردهن تنظيم الدولة الإسلامية للاستقرار مجددا من خلال التدرب على مهن ممكنة كتربية الحيوانات وصناعة الطعام والأجبان وزراعة الأرض وغير ذلك من الحرف التي تساعدهن على كسب مورد رزق لهن ولعائلاتهن، خاصة الأرامل والمطلقات من اللاتي ليس لهن معيل.
بغداد - يساهم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بتحقيق الاستقرار في المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية من خلال تدريب النساء على المهارات الحياتية وتعليمهن لمهن توفر لهن ولعائلاتهن موردا ماليا ثابتا يساعدهن على العيش بكرامة.
وتسببت معارك استعادة المناطق والمدن من سيطرة التنظيم المتطرف في الموصل وضواحيها شمالي العراق بموجة نزوح كبيرة للعائلات.
وبعد التحرير عادت العائلات، لكنها وجدت منازلها مدمرة والخدمات الأساسية غير متوفرة فضلا عن عدم وجود أي صورة من صور الحياة، الأمر الذي يتطلب تعاون الجميع في توفير فرص عمل ودعم لهذه الأسر للمساهمة في استقرارها لتستأنف حياتها من جديد.
ويقدم برنامج الغذاء العالمي الدعم للأسر العائدة لمناطقها وخاصة عائلات الأرامل والأيتام والمطلقات من خلال التعاون مع منظمة السامري صالح في بلدة الحمدانية (30 كم) شرق الموصل والتي توفر لهن التدريب الكافي وتعلمهن على إحدى المهن المناسبة لهن في مناطقهن لفتح مشروع صغير يوفر لهن الأموال والاستقرار.
العراقيات يتدربن على المهارات الحياتية وتعلم مهن توفر لهن ولعائلاتهن موردا ماليا ثابتا يساعدهن على العيش بكرامة
وقالت شارون رابوسي المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي في العراق لوكالة أنباء (شينخوا) “ما نحاول القيام به هنا بصفتنا برنامج الغذاء العالمي مع شركائنا منظمة السامري صالح والحكومة المحلية هو خلق فرص للتدريب وتنمية المهارات لتتمكن النساء من الحصول على التدريب والأدوات والمهارات التي يحتجن إليها ليكن قادرات على بدء أعمالهن التجارية الخاصة بهن”.
وأضافت أن “التدريب على الأعمال التجارية أمر مهم لأن ما نحتاجه الآن هو الدخل الدائم، لذا فإن الوظائف ليست لليوم أو الغد ولكن لإنشاء الأعمال التجارية الصغيرة التي تديرها النساء وتوفر لهن دخلا في المستقبل”.
وفي مركز التدريب التابع لمنظمة السامري تتوزع النساء على شكل مجموعات وكل مجموعة في قاعة للدرس مع مدربين متخصصين، فهنا قاعة للتدريب والتدريس على كيفية صناعة مشتقات الألبان وقاعة أخرى تتعلم فيها النساء إدارة مفقسات البيض ورعايتها وكيفية تربية الكتاكيت الصغار، وقاعة أخرى لتعليم صناعة الأطعمة والمعجنات.
ويعد برنامج الغذاء العالمي أكبر منظمة إنسانية في العالم تهدف إلى إنقاذ الأرواح في حالات الطوارئ ودعم مستقبل مستدام للأشخاص الذين يتعافون من النزاعات والكوارث.
وقالت زينب حازم علي وهي من منطقة النمرود جنوب الموصل أثناء تلقيها التدريب على إنتاج مشتقات الألبان “سأنجح في مشروع الألبان لأننا نملك أبقارا ولدينا خبرة وكنا نعمل في هذا المجال، لذلك اخترت هذا المشروع”.
وترى زينب التي هربت من قريتها مع عائلتها قبل دخول التنظيم الإرهابي للقرية، أن مشروع إنتاج الألبان إذا لم ينجح ويجد سوقا في قريتها فيمكن توزيعه على القرى الأخرى.
وقالت زينب التي دمر الإرهابيون منزلها وسرقوا أبقارها “أتمنى أن نبدأ مشروعنا ونطوره لكسب الدخل لأننا لا نملك أي دخل آخر حاليا، ونحن كنساء معظمنا أرامل وليس لدينا معيل، ونأمل أن ينجح المشروع وأن تفتح مشاريع أخرى مثل الخياطة”.
وتابعت بنبرة مليئة بالثقة “سيتحسن وضعي المالي بالتأكيد لأنه عندما أبدأ العمل وأكسب زبائن، فسوف يتحسن الوضع وستكون هناك المزيد من الفرص للنساء للعمل معي”، مضيفة “أنا أعتبر هذا المشروع جيدا جدا”.
وقالت رحمة محمود رجب من سكان قرية منارة الشبك شرقي الموصل “اخترت التدريب على مفقسة البيض لأنه لا توجد في قريتي مثل هذه المفقسة وتعلمت على تشغيلها وإدارتها للحصول على فرصة عمل ومساعدة عائلتي كوني لدي ثلاثة أطفال وأسعى لمساعدة زوجي في إدارة المنزل”.

وأكدت رحمة التي تعرض منزلها لدمار جزئي، أن المشاريع التي يقوم بها برنامج الغذاء العالمي في دعم الأسر الفقيرة يساعد هذه الأسر على الاستقرار وتأسيس مشاريع مستقبلية لهذه العوائل.
وفي هذا الصدد تؤكد رابوسي “إن النساء تعلمن صناعة المربى والمخللات، بالإضافة إلى الألبان وغيرها لذلك أصبحن قادرات ليس فقط على صناعة الطعام ولكن أيضا على تطويره، وإضافة قيمة إلى المرحلة التالية وبيعه وتحقيق ربح وإعادة الاستثمار بهذا النشاط التجاري".
وعلى بعد نحو (35 كم) من مركز التدريب وبالتحديد في قرية (كاني حرامي) وفر برنامج الغذاء العالمي المعدات والأموال لأم صالح لتنشئ مشروعها الخاص بزراعة أشجار التين وبعض أشجار الفواكه الأخرى التي تساعدها على الاستقرار.
أما في منطقة السلامية (25 كم) جنوب مركز التدريب فقد فتح محل صغير فيه عشر نساء تديره هولي غانم التي أنهت قبل شهرين دورة تدريبية وحصلت على فرن لصنع المعجنات والكيك والحلويات.
وقالت هولي "مشروعنا نجح وأسميت فريقنا بـ(فريق الأمل) وهناك إقبال متزايد على منتجاتنا وبدأنا نحقق الأرباح لكن عندما تقسم الأرباح على عشر عضوات فإن النسبة تقل، لكن مع ذلك نحن جميعا سعديدات بهذه التجربة الناجحة”.
وأكدت أن عائلات أعضاء الفريق وأهالي المنطقة يدعون إلى شراء الحلويات والمعجنات التي ينتجها (فريق الأمل)، مبينة أن فريقها أيضا وفر للسكان هذه المنتجات بدلا من الذهاب إلى مدينة الموصل لشرائها.
وتعتقد هولي أن تشجيع السكان المحليين لها ولفريقها من النساء الأرامل وأمهات الأيتام يعطيها الدافع لكي تطور عملها أكثر وتكسب زبائن أكثر وتساهم في ضم نساء بحاجة للعمل مما يحقق الاستقرار.
وختمت "الآن نحن العشرة نشعر بوجود دخل خاص بنا حتى لو كان قليلا وهذا يمنحنا الشعور بالاستقرار والاعتماد على النفس، بعد أن كنا نعتمد على أهلنا الفقراء أصلا حتى في توفير لقمة العيش".

1