أحدث الأخبار
السبت 20 نيسان/أبريل 2024
13724 3725 3726 3727 3728 3729 37305232
"إقعدي يا مستورة"… هند الفايز مجددًا في الواجهة الأردنية وعلى لسان شبيلات بعد سجال عنيف بين المعارضة!!
14.09.2017

تخطط معارضة أردنية مثيرة للجدل من طراز هند الفايز جيدًا لاقتناص الفرص المتاحة كلها، حتى تملأ بعض فراغات الصوت الصاخب ضد السلطة والنظام وحتى تمارس تلك الانتقائية في الرد على خصومها داخل دوائر الدولة، الذين تتهمهم بكل الأحوال بخطف فرصتها بالفوز بانتخابات البرلمان الأخيرة والتزوير ضدها.لا تجد طروحات الفايز الإشكالية مساحة صاخبة تتفاعل معها في الشارع، ليس فقط بسبب تلك الانتقائية في المعارضة ، لكن بسبب نجاح الدعاية المضادة في شخصنة مواقفها عند الرأي العام. ولكن وبكل حال؛ يسمح الصمت الغريب والمريب لحكومة الرئيس الدكتور هاني الملقي بتأسيس فراغات في الحالة الداخلية في عمق المجتمع الحائر والقلق اقتصادياً ومعيشياً وأمنياً، يمكن أن يعبئها بعض أصحاب الصوت المرتفع سـواء في البرلمـان أو خـارجـه.وهو صوت يستغل الوضع مادام التيار المعارض والأبرز والأهم ممثلًا بالإخوان المسلمين قد دخل بأكثر من صيغة على برنامج المشاركة وفي بعض الأحيان المحاصصة. فغياب الحركة الإسلامية عن صدارة المعارضة البرامجية في سياق لحظة الكمون التكتيكي، وفقاً لبوصلة الإقليم والمجتمع الدولي، سمح بتسجيل مثل هذا التدرج من الانفعال ورفع وتخفيض الأصوات في الشارع الأردني الأسبوع الماضي.الفرصة متاحة تماماً للانقضاض على الحكومة، بسبب جدل قانون الضريبة العامة الجديد، والفرصة مهيأة بالتلازم للانقضاض على خيارات الدولة في بعض الأحيان، ورفع سقف الحوار والحديث مع أو عن مركز القرار في الوقت الذي لا يحتكم فيه النقاش لمبادئ الدستور والقانون واحترام الرأي الآخر، كما يلاحظ المحلل السياسي والأمني المعروف الدكتور فايز الدويري وهو يتحدث مع «القدس العربي» عن بعض تفاصيل المشهد الداخلي.على هذا الأساس يمكن قراءة التحولات التي صدمت الجميع وبأكثر من صيغة عندما تصدرت مجدداً الأخبار والأنباء المعارضة التي تميل للفردية والشخصنة، هند الفايز على هامش موقف غير مبرر صدر عن نائب آخر في البرلمان تزعم رفع السقف طوال العام الماضي، وعاد فجأة أمس الأول إلى خطاب هادئ يتحدث فيه عن كلاسيكية الخطوط الحمر وهو استاذ العلوم السياسية الدكتور صداح الحباشنة.الحباشنة ومعه هند الفايز خطفا الأضواء خلال اليومين الاخرين وتبادلا الرسائل علنًا وبصورة عنيفة، الأمر الذي يظهر مجددًا بأن الجهات النافذة لازالت تمتلك القدرة على اختراق أي جبهة داخل صفوف المعارضة الطارئة التي تحاول مخاطبة احتياجات المجتمع وغرائز الرأي العام، وتبقى بالأحوال كلها في مستوى عدم الانتاجية والفردية.عمليًا سحب النائب الحباشنة ورقة التصعيد الذي لجأ إليها عندما استضاف الأسبوع الماضي في منزله في مدينة الكرك جنوب البلاد اجتماعًا تخلله رفع السقف وحضرته المعارِضة الفايز، وانتهى بتشكيل لجنة تحضيرية تطلق الحراك الشعبي مجدداً تحت عنوان إسقاط قانون الضريبة الجديد والدعوة إلى مؤتمر وطني أشمل. وفي الأثناء وفي ذلك الاجتماع وجهت الفايز في منزل الحباشنة رسائل استعراضية سياسيًا ترفع السقف وتنتقد مباشرة المرجعيات ومركز القرار.لم تصل للحباشنة ردود فعل منزعجة أو غاضبة لخمسة أيام على الأقل بعد الرسائل العنيفة التي استضافها في منزله. وتدخـلت لاحقـاً بالتـأكـيد جهات تستطيع الاختراق، فقـد تقبلت المؤسسة النـائب الحبـاشنـة أصلاً مناكفاً برلمانياً يخاطب الشعبوية ويهاجم بجـرأة الحـكومـات باعتباره رئيسـاً سـابقاً لإحدى كليات جامعات مؤتة العسـكرية الحكوميـة.لكن عندما بدّل في موقفه وانتقل من مستوى نقد الحكومة تحت قبة البرلمان إلى مستوى تنظيم اجتماعات في منزله تستضيف معارضة مشاكسة جدًا من طراز هند الفايز، تغيرت المعطيات فوصلت بالتأكيد تلك الرسائل الضاغطة على النائب الحباشنة وبقيت مجهولة المضمون إلى أن استدرك الرجل وتقدم ببيان صادم اعتذر فيه مباشرة للملك عبد الله الثاني عن إساءات مست المقام المَلِكِي من قبل بعض الأشخاص في منزله.وأثار الاعتذار المتأخر للنائب الحباشنة الجدل خصوصًا بعدما جدد الولاء للهاشميين وغمز من قناة ضيفته هند الفايز عبر الإشارة إلى أن تقاليد المجتمع لا تسمح بطرد النساء متعهداً بأن يبقى تحت السقف في المعارضة والحركة.هنا ردت الفايز فخاطبت مضيفها الحباشنة بقسوة وتحدثت عن التقاطه صورة معها في منزله وعن تراجعه عن موقفه جراء ضغوط، وقالت ما معناه بأن المعارضة الوطنية لا تحتاج أشباه الرجال وتمسكت بالسقف الذي تطرحه للمعارضة باعتباره تحت الدستور ومن دون تشكيك بالولاء.اعتذار الحباشنة المبالغ فيه أظهر هند الفايز مجددا باعتبارها صاحبة السقف الأكثر ارتفاعاً ضمن جيلها في النقد والمعارضة خصوصًا أن الإعلام كاد ينساها طوال العام الماضي وبعد الحادثة الشهيرة للنائب يحيى السعود الذي أطلق عبارة مشهورة قال فيها: «إقعدي يا هند».وهي صيغة تضمنتها مداخلة للمعارض المعروف ليث شبيلات وهو يتضامن مع الفايز ضد الحباشنة مناصراً لها ومقترحاً صيغة «إقعدي يا مستورة ..لا يوجد رجال» معتبرا أن المكان الطبيعي للنسور ليس بين الصيصان الراضين بالمذلة لأن النسر يتسلى بافتراس الصوص لا مشاركته. حصل ذلك بالتوازي مع صدور بيان للمتقاعدين العسكريين يرفع السقف ايضاً من جهته ويطالب بتشكيل حكومة إنقاذ وطنية ويطرح بعض الاسماء.ويحصل فيما تصعد إلى السطح لعبة ملء الفراغات في خطاب المعارضة وهي لعبة غالباً ما كانت ثأرية وشخصانية بصورة تخدم الدولة وخياراتها في النهاية في الوقت الذي يوفر فيه صمت الحكومة على جدل الضريبة الشعبي العنيف غطاء للنقاشات الساخنة كلها التي تنتج أصلاً اليوم في ظل وضع حرج اقتصاديًا وحساس سياسيًا وإقليميًا.!!