أحدث الأخبار
الخميس 28 آذار/مارس 2024
1 2 3 45209
السودان يعاني من نقص كبير في مياه الشرب رغم انه يملك اكبر مخزون عالميا!!
02.04.2019

تعاني مدن وقرى عديدة في السودان من نقص في مياه الشرب، وعدم توفر مياه نظيفة في أغلب الأحيان، وذلك رغم كثرة الأنهار والحفائر والمخزون الكبير من المياه الجوفية.وحسب ورقة علمية حول قضايا المياه «الوضع الراهن وآفاق المستقبل» أعدتها لجنة الطاقة والمياه والتعدين والصناعة في المجلس الوطني، يعتبر الحجر الرملي النوبي وتشير الورقة إلى أن احتياطي المياه يشمل أحواض الصحارى، وصحارى النيل، والنيل الأزرق، ونهر عطبرة، والبقارة وأواسط دارفور والنهود وشقرة وساق والنعام. وتتنوع الموارد المائية من سطحية وجوفية وتشمل الأمطار، ومياه النيل، والأودية، والمياه الجوفية، والمياه غير التقليدية كالخيران حيث يقدر حجم الموارد المائية الحالية بـ 31.5 مليار متر مكعب في العام لمقابلة احتياجات حوالي 30 مليون نسمة حيث يبلغ نصيب الفرد منه 787.5 متر مكعب في العام.ومع وجود هذا الكم الهائل من المياه ينطبق على السودان قول شاعره الراحل صلاح أحمد إبراهيم، في قصيدة يتحسر فيها على واقع الحال «النيل وخيرات الأرض هناك ..ومع ذلك ..ومع ذلك..». وتعاني مناطق عدة في العاصمة من نقص حاد في مياه الشرب، وجعل نقص وانعدام المياه الحياة جحيما في ولاية القضارف (شرقي السودان) وفشلت كل الجهود في توفير المياه لمدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر. وتشير دراسات عديدة إلى أن أهم أسباب النزاع في دارفور هو نقص الموارد وفي مقدمتها المياه.البحث عن الماء في دارفور قد يعني تعريض حياتك للخطر. عادة النساء والأطفال هم الذين يذهبون لمسافات طويلة لجمع الماء لأسرهم، وأكثرهم عرضة للعنف المحتمل أو الإعتداء الجنسي.وحسب تقارير أممية، فقد أدى النمو في الكثافة السكانية في مدن دارفور الرئيسية لإزدياد الضغط على مصادر مياه المدن والبنية التحتية. فكلما تزايد عدد الأشخاص الذين يستقرون في الأحياء الحضرية زادت صعوبة الوصول إلى مصادر مياة آمنة – أو حتى مياة كافية -والتي تحرض على النزاعات المحلية، بالأخص بين أصحاب الماشية الذين يطلبون الماء لقطعانهم.وتقول بعثة الاتحاد الأوروبي في الخرطوم إن «السودان يواجه مخاطر بيئية مثل ندرة المياه والتصحر. ومع زيادة عدد السكان وتطور التنمية البشرية، يزداد الطلب على المياه، لكن توافرها لا يزال محدودا. ويمثل الوصول إلى المياه عبئا في أجزاء كثيرة من السودان حيث لا يزال يتعين على الكثير من النساء والأطفال السير لمسافات طويلة في ظروف مناخية قاسية للوصول إلى مصادر مياه الشرب النظيفة والمأمونة».وبمناسبة اليوم العالمي للمياه، أكد السفير جان ميشيل دوموند، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان، التزام الاتحاد الأوروبي بدعم تحسين وصول السكان السودانيين إلى مياه الشرب. ويقول: «يجب أن تكون مياه الشرب في متناول الجميع وآمنة وبأسعار معقولة للجميع دون تمييز. الحق في مياه الشرب المأمونة هو حق إنساني أساسي للتمتع الكامل بالحياة. علاوة على ذلك، أصبحت المياه ذات أهمية متزايدة في الحفاظ على السلام والاستقرار السياسي».ويبلغ الدعم الحالي للاتحاد الأوروبي لقطاع المياه في السودان خمسة وثلاثين مليون يورو. يغطي هذا التمويل المشروعات التي تساهم في تحسين الوصول إلى المياه المأمونة، وتشجيع إدارة الموارد الطبيعية لتحقيق الاستخدام المستدام للمياه، وكفاءة المياه، وحماية النظم الإيكولوجية للمياه.ويشمل الدعم الأوروبي المباشر، المرحلة الثانية من «مشروع وادي الكوع للإدارة المتكاملة في شمال دارفور وقيمته 10 مليون يورو. وهذا المشروع تنفذه منظمة الأمم المتحدة للبيئة. ويدعم بشكل مباشر أكثر من 80 ألف عائلة تعمل في مجال الزراعة ويوفر مزايا لحوالي 700 ألف شخص يعيشون بالقرب من الوادي أو يعتمدون على المياه لتوفير سبل عيشهم. ويعمل المشروع على تعزيز الإنتاجية الزراعية وتحسين إدارة الموارد الطبيعية وتعزيز التعاون على الموارد الطبيعية على مستوى المجتمع.
يضاف إلى ذلك المرحلة الثانية من مشروع «إدارة الموارد الطبيعية لسبل العيش المستدامة في شرق دارفور» وقيمة المشروع أربعة ملايين يورو. وينفذ المشروع مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع ومنظمة الأمم المتحدة للبيئة. يدعم المشروع 38 ألف شخص بشكل مباشر، بالإضافة إلى 35 من الرعاة يستفيدون من ممرات خالية من الصراع والمراعي المحسنة؛ ويقدر العدد الإجمالي للمستفيدين غير المباشرين بمئات الآلاف من الأشخاص في محافظات الفردوس وأبو جبرة وعديلة.ومن ضمن جهود الاتحاد الأوروبي لدعم المياه في السودان «مشروع التحسين المتكامل للأمن الغذائي للأسر في ولايتي القضارف وكسلا والبحر الأحمر» وتبلغ قيمة المشروع 6 ملايين يورو. تنفذه عدد من مؤسسات المنظمة بقيادة منظمة ZOA وسيحسن المشروع مستوى معيشة 120 ألف شخص في الولايات الشرقية من خلال تطوير المزيد من الموارد المائية وإدارتها بطريقة متكاملة.وبدعم من اليابان، أعاد مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع تأهيل محطة معالجة المياه (غير المستغلة جيدا) في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وفي المرحلة الأولى من المشروع، تم تحديث محطة المعالجة عن طريق تركيب وحدة الكلورة لضمان جودة المياة. الآن توفر المحطة مياة شرب تكفي 37.500 شخص في اليوم.وفي الضعين، شرقي دارفور، تم تأهيل ست محطات مياه موجودة ووحدة مياه متوقفة – كلها لخدمة مجتمع مكون من 50.000 شخص. وبتوفير مياه سهل الوصول إليها، فإن الحاجة تتناقص للحصول على المياه من الحفائر البعيدة – أو خزانات المياه – غالبا من خلال شراء حمار للمساعدة في حمل المياه.أما في الجنينة غرب دارفور، فقد تم ربط محطة ضخ جبل سلطان المركبة حديثاً مع 18 نقطة (كشك) مياه عامة في غرب دارفور، تزود مجتمعا يتكون من أكثر من 20.000 شخص بالمياه الآمنة.وحسب الورقة التي قدمتها لجنة الطاقة في البرلمان فإن مشكلات عديدة تواجه قطاع المياه في السودان أبرزها «تحدي النمو السكاني والتوسع الحضري ومخاطر تغيير المناخ والتلوث والتدهور البيئي، والندرة التي تؤدي للجفاف والوفرة الزائدة التي تسبب الفيضانات التي في دورها تهدد حياة الإنسان وممتلكاته!!

1