أحدث الأخبار
الخميس 28 آذار/مارس 2024
1 2 3 45210
العراق : أجواء حرب داخل كركوك… وإمدادات عسكرية تصل من أربيل!!
16.10.2017

أحكمت القوات العراقية المسلحة سيطرتها على جميع النقاط (12 موقعاً) التي كانت تشغلها قوات «البيشمركه» الكردية في جنوب محافظة كركوك، مستعدة لـ«ساعة الصفر» لدخول المدينة و«فرض سيطرة» القوات الاتحادية على جميع مناطق المدينة.وروى مصدر رفيع في المؤسسة العسكرية ، تفصيلات الأحداث التي شهدتها مدية كركوك خلال اليومين الماضيين، قائلاً: «القوات الاتحادية تسلمت المواقع التي انسحبت منها البيشمركه من جنوب كركوك، وتحديداً من ناحيتي تازة وبشير»، مضيفاً إن «تلك القوات تتمثل بالجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي».وطبقاً للمصدر فإن «الإدارة الأمنية لهذه المنطقة كانت مشتركة بين الحشد والبيشمركه»، لكن «بعد انسحاب الأخيرة تم السيطرة على تلك المواقع».وأكد المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، «عدم حصول أي اشتباكات بين القوات الاتحادية والحشد من جهة، وبين البيشمركه من جهة أخرى حتى الآن (وقت إعداد التقرير)»، مشيراً إلى إن «طلب الهدنة (48 ساعة) وراء توقف تقدم القطعات نحو مركز كركوك».أما عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي النائب أحمد الأسدي، فقد قال إن «ما يجري في كركوك هو تحرك للقوات المسلحة المشتركة لتنفيذ قرارات البرلمان والحكومة الاتحادية لإعادة انتشارها في الأماكن التي كانت تشغلها قبل أحداث 9 حزيران/ يونيو 2014». وأضاف: «من يرفض تنفيذ هذا الإجراء، فهو مخالف للقانون»، لافتاً إلى أن «القوات المتواجدة في جنوب كركوك هي قوات الجيش والشرطة الاتحادية والرد السريع وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي لتنفيذ الأوامر».وتبعد القوات العراقية الاتحادية الآن، مسافة (12 كم) عن مركز مدينة كركوك، من الجانب الجنوبي للمدينة، حسب المصدر.وعن الحلول المرجحة لحل الأزمة في كركوك، يقول الأسدي، وهو المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي أيضاً، إن «حسم الأمر يأتي بعودة السيطرة في كركوك والمناطق المتنازع عليها إلى السلطة الاتحادية».وختم بالقول: «نسعى أن يكون الأمر بشكل اعتيادي، ولكن في حال رفضت البيشمركه الأوامر الصادرة من القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، بكونهم جزء من منظومة الدفاع الوطني، فإن ذلك يعد تمرداً، والحكومة ستتخذ الإجراء المناسب». وذكرت مصادر محلية متطابقة في كركوك، إن المدينة تعيش حالة من «منع التجوال»، في إشارة إلى خلو الشوارع من المارة والعجلات.وحسب المصادر، فإن أهالي كركوك يترقبون ما سيؤول له الوضع بعد انقضاء مهلة الـ(48 ساعة)، وانقضاء ليلة شهدت تصعيداً أمنياً غير مسبوق في المدينة.فقد عاشت كركوك ليلة مضطربة، بعد انتشار عناصر من حزب العمال الكردستاني في المدينة، وتواصل توافد الإمدادات العسكرية من أربيل.ونقلت وسائل إعلام كردية، لقطات وثقت تواجد محافظ كركوك المقال نجم الدين كريم، وسط مجاميع مسلحة في مركز المدينة.كما انتشرت مجاميع مسلحة، وسط المدينة، رافعة علم حزب العمال الكردستاني وصور عبد الله أوجلان (مؤسس الحزب)، حسب المصادر.وقال قادة «البيشمركه» في تصريحات مختلفة، نقلتها وسائل إعلام كردية، ليل السبت ـ الأحد، بأنها تلقت أوامر بالرد على أي تقدم للقوات العراقية، وتعهدت بـ«الرد» على أي تقدم لتلك القوات نحو مركز مدينة كركوك.في الأثناء، أوعز وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي إلى قائد شرطة كركوك بضبط الأمن في المحافظة.وذكر بيان للمكتب الإعلامي للوزير، إن الاعرجي «أجرى اتصالا هاتفيا بعد منتصف الليلة الماضية، مع قائد شرطة كركوك، موجها اياه بأن يكون قريباً من أهالي المحافظة وضبط الأمن في مناطق كركوك».ووجه الوزير قائد الشرطة بأن «يطمئن المواطنين، أن لا خطر عليهم ولا يوجد أي استهداف لهم إطلاقاً، وإن الحكومة مسؤولة عن الجميع». طبقاً للبيان.واستنكرت «المفوضية العليا لحقوق الإنسان»، «بشدة» ما وصفته «اعتداء مجاميع غير منضبطة» على قضاء طوز خورماتو، المحاذي لكركوك، مطالبة القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بالتدخل.وقال عضو مجلس المفوضية علي البياتي إن «مجاميع مسلحة غير منضبطة اعتدت على منازل المواطنين التركمان، والحسينيات (دور عبادة المسلمين الشيعة) ومقرات الحشد الشعبي في مدينة طوز خورماتو في محافظة صلاح الدين».وكشف عن تفصيلات الحادث قائلاً: «في الساعة 11 من مساء الجمعة الماضية، هاجمت مجاميع مسلحة غير منضبطة منازل المواطنين العزل من مكون التركمان والحسينيات ومقرات الحشد الشعبي ونقاط التفتيش في مدينة طوز خورماتو، ما أسفر عن جرح عنصر أمني وأحد المدنيين، وخطف آخر إلى جهة مجهولة».وأضاف: «القوات المتواجدة في المدينة تصدّت لهذه المجاميع التي ضمت عناصر من عصابات الـعمال الكردستاني القادمة من خارج الحدود، واستمرت الاشتباكات حتى ساعات متأخرة من الليل».
وطالب المسؤول الأممي بضرورة «تواجد قوات اتحادية في المناطق المختلطة لمنع نزيف الدم، ومسك الملف الأمني بعد أن فشلت الجهات المتنفذة والحكومات المحلية المتعاقبة في حماية المدنيين منذ عام 2003 وحتى الآن»، مبيناً أن «مكون التركمان فقدوا خلال تلك الفترة نحو 4000 شهيد في مدينة طوزخورماتو فقط (…) بسبب ضعف الأجهزة الأمنية واستحواذ جهة واحدة فقط على المنافذ والسيطرات وهي تتهاون بحياة الأبرياء بشكل كبير».وجدد البياتي مطالبة القائد العام للقوات المسلحة بـ«ممارسة صلاحياته الدستورية والإسراع بإرسال قوات لفرض الأمن في المناطق المختلطة وحماية المدنيين، بغض النظر عن انتماءاتهم، إذ لا يوجد أي مبرر للانتظار خصوصاً بعد إصدار البرلمان قراراً يفوّض المركز بنشر قوات في تلك المناطق بما فيها محافظة كركوك».ويحمّل التركمان قوات «البيشمركه» الكردية مسؤولية اضطراب الأوضاع داخل مدن كركوك وأطراف صلاح الدين، ذات الغالبية التركمانية.وقال المتحدث الرسمي باسم مؤسسة إنقاذ التركمان مهدي سعدون ـإن «البيشمركه والقوات الكردية الأخرى، تستهدف الحسينيات والمواطنين العزل في قضاء طوزخورماتو دائما في أي تشنج أو صراع بين الحكومة المركزية والإقليم».وأضاف قائلاً: «الضحية هم العائلات والاطفال والنساء»، مطالباً الحكومة المركزية بـ»إرسال قوات اتحادية لتامين المدينة وبسط السيطرةً».في المقابل، قال «مدير أسايش» طوز خورماتو كاوة ملا برويز، أن الأوضاع الأمنية في المدينة «مستتبة».وأضاف في تصريح نقله الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني، إن قائممقام قضاء طوز خورماتو «اجتمع مع الحشد واتفق معهم على وقف إطلاق النار والتهجم على بعض»، مشيرا إلى أن «الأوضاع أضحت مستتبة والحياة عادت طبيعية».وعلى الرغم من ذلك، غير أن المسؤول الكردي كشف أن «الحشد الشعبي ليس محط ثقة، ويتحينون الفرصة لخلق مشكلات جديدة». على حدّ قوله.وتابع: «خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط تم تهجير أكثر من 80 عائلة من طوز خورماتو إلى المناطق ذات الكثافة الكردية»، معتبراً إن «انسحاب القوات التي حشدتها الحكومة العراقية على أطراف كركوك خلال الأيام القليلة الماضية ستحل كل المشكلات في المنطقة».!!

1