أحدث الأخبار
الثلاثاء 16 نيسان/أبريل 2024
دمشق..سوريا : عام على التدخل الروسي والضحايا بالالاف والدمار هائل : سنة أولى للتدخل الروسي في سوريا والحرب متواصلة!!
30.09.2016

كتب باسل العودات .. قبل عام، قرر الروس تغيير استراتيجيتهم في طريقة التعاطي مع الأزمة السورية، وقرروا أن ينتقلوا من حيّز الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري غير المباشر، إلى التدخل العسكري المباشر، وأُعلن رسميا في 30 سبتمبر 2015 عن تأسيس أول قاعدة عسكرية جوّية روسية في سوريا في مطار حميميم على الساحل السوري.وأعلن الروس أنهم دخلوا سوريا بناء على اتفاقية (كانت سرّية) موقّعة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد. وتُعطي هذه الاتفاقية الموقعة في 26 أغسطس 2015، موسكو الحق في نشر قواتها في القواعد العسكرية والمدن السورية..جاء تدخل الروس في سوريا تحت حجة محاربة التنظيمات الإرهابية، كتنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة. وصرح حينها الرئيس فلاديمير بوتين أنه “ينبغي استباق الإرهابيين” عبر ضربهم في المناطق التي يسيطرون عليها قبل أن “يصلوا إلينا”.لكن، المعارضة السورية والمقاتلين داخل سوريا يتهمون موسكو بأنها تستهدف خصوصا الفصائل المعارضة المسلحة المعتدلة، مؤكّدين أن أيّا من الصواريخ التي يلقيها الروس على السوريين منذ عام لم تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية بل هي موجّهة إلى فصائل المعارضة.وتوسعت ضربات الروس لتدمر أسواقا شعبية ومستشفيات ومقارّ ومحطات توزيع مياه وكهرباء، وقتلت الآلاف من المدنيين السوريين، وسارت وفق نفس الخطة التي يسير عليها الإيرانيون والنظام السوري، بتدمير المناطق الحاضنة للمعارضة.وتعتقد روسيا أنها ستفرض حلّها على جميع الأطراف؛ السورية والإقليمية والدولية، ونسيت أو تناست، أن الجميع أيضا يملك أوراق قوة، فالولايات المتحدة وأوروبا تملك أوراقا ليس آخرها أوكرانيا أو الدرع الصاروخي ببولونيا أو إمكانية تسليح ثوار سوريا، كذلك تملك دول الإقليم المعارضة للنظام ولروسيا أوراق قوة، من حدود مشتركة ومقاتلين وبيئة شعبية صديقة ومصالح مختلفة.ويؤكد على هذه القراءة لحيثيات التدخل الروسي في سوريا فلاديمير أحمدوف، كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية بموسكو، بقوله “إن روسيا تحاول الاستفادة من العجز لدى المجتمع الدولي وفشل واشنطن في التزامها بالتفاهمات حول الهدنة، (التي بدأت في 12 سبتمبر لكن لم يتم الالتزام بها وانهارت بعد أقل من أسبوع) بتعزيز انتصاراتها العسكرية وتغيير موازين القوى بين النظام والمعارضة وبالتالي الاستعداد لفرض رؤيتها للحل في سوريا سواء في الأيام الأخيرة للرئيس أوباما أو مع قدوم الرئيس الأميركي الجديد”.ويرى منذر آقبيق، الناطق باسم تيار الغد السوري أن “روسيا حتى الآن رابحة من جراء تدخلها العسكري، حيث منعت سقوط نظام الأسد، أو على الأقل وصوله إلى حالة من الضعف يُقدّم عندها تنازلات سياسية كبيرة، تعتقد روسيا أنها سوف تكون ضد مصالحها، وكذلك اكتسبت دورا أساسيا في المنطقة، أصبح معه الحل دون موافقتها صعب إن لم يكن مستحيلا، لكن المفارقة أن كل الأطراف الدولية تقول إن الحل يجب أن يكون سياسيا، وأنه لا يوجد حل عسكري”.وأضاف آقبيق “مازال بإمكان روسيا أن تساهم بشكل إيجابي عن طريق دفع الأسد نحو القبول بالانتقال السياسي حسب بيان جنيف، وهي في هذه الحالة، تُنفّذ ما وقعت عليه في الأساس، وما تقول إنها مازالت ملتزمة به، ولكن هذا يتوقف على مدى ما يمكن الاتفاق عليه بين موسكو وواشنطن، وعلى الأخص بشأن تعاونهما ضد الإرهاب، مع عدم استهداف الفصائل المسلحة غير المصنفة إرهابية، وكذلك الوصول إلى توافقات مع الدول الإقليمية التي لها دور أساسي في سوريا، ولا يمكن استبعادها من التسوية”.وفيما مازال الرئيس الأميركي باراك أوباما يقول “نحتاج إلى التعقل بشأن إرسال قوات إلى سوريا” ردّت المعارضة السورية بأن الحل السياسي “لم يعد مطروحا” في سوريا، حيث قال نائب رئيس “الائتلاف الوطني السوري” المعارض موفق نيربية في بيان له إن “تصاعد العنف في سوريا وخصوصا في الأحياء التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في حلب، يظهر أن الحل السياسي للنزاع لم يعد مطروحا وجميع الخيارات مفتوحة أمام قوى الثورة السورية لصد العدوان الروسي”.ولا يرى المعارض السوري لؤي صافي نهاية قريبة للتدخل الروسي في سوريا وفق المعطيات الحالية مستطردا،، بأن “الأمر يمكن أن يتغير بصورة مفاجئة إذا شهد الاقتصاد الروسي تراجعا إضافيا خلال الأشهر القادمة، أو في حال تغير الموقف الأميركي الذي يمنع حلفاءه الإقليميين من تقديم معونات عسكرية يمكن أن تحسم الصراع لمصلحة قوى الثورة والمعارضة السورية”. أما المعارض السوري سعيد مقبل فيقول إن “التدخل الروسي المباشر طويل الأمد، لكن يمكن أن يكون له شكلان، الأول الهيمنة الكاملة، كما هو الحال الآن، أما الثاني فيتربط بوجود مصالح، وفيما لو قررت فجأة موسكو تغيير موقفها ودعم التغيير السياسي، وإزاحة النظام الحالي، عندها يمكن للنظام الجديد، مهما كانت طبيعته، أن يبني علاقات مصالح مع روسيا”.واستبعد فضل عبدالغني، منسق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن ينتهي التدخل الروسي المباشر أو غير المباشر على المدى القريب، وقال لـ”العرب” مبينا “أرى أن التدخل الروسي لن تكون له نهاية على المدى القريب، فالروس جاؤوا ليبقوا، حتى ما بعد المرحلة الانتقالية، وليضمنوا حصتهم في النظام الجديد، وسوف يتدخلون في كل شيء، وسيفرضون عملاء موالين لهم، وذلك بحكم ثقلهم العسكري والسياسي، فسوريا مهمة جدا بالنسبة إليهم، وهي منطقة نفوذ لن يتخلى الروس عنها مطلقا”.وعن المخاطر المحتملة التي يمكن أن يواجهها الروس في المرحلة المقبلة في سوريا، قال لؤي صافي “لا يبدو أن ثمة مخاطر كبيرة للتدخل الروسي، نظرا لأنه يوفر الغطاء لضرب القوى الإسلامية المتشددة، وهو ما تعتبره القيادة الأميركية مصلحة مشتركة لها، لكن التفاهمات الروسية الأميركية آنية وضيقة، وهي لذلك معرضة للانتكاس نتيجة التنافس بين الدولتين على مناطق النفوذ من جهة، واختلاف شكل الحل النهائي.أما عبدالغني فيرى أن هناك البعض من المخاطر المحدودة، كخسارة جنود وآليات، لكنه شدد على أن الخسارة الأعظم “ستكون في حال انكسار النظام الفئوي وتداعيه بالكامل، أو حتى بشكل شبه كامل، وحصوله بالتالي على حصة محدودة من النظام التعددي القادم، وهذه مخاطرة عالية، وروسيا تعمل بكل قوتها على أن لا يتحقق ذلك، لأنها ستخسر امتدادا جيو- استراتيجي، لأن النظام الجديد سيعمل ضدها في جميع مشاريع الطاقة، وسيحاول جاهدا أن يُعرقل مصالحها الاقتصادية، وسينتقم بكل ما أمكنه مما فعلته روسيا في بلده”!!


1