أحدث الأخبار
الأربعاء 24 نيسان/أبريل 2024
بغداد..العراق :النظام الطائفي : ضغوط الحشد الشيعي تعبد طريق الحرس الإيراني نحو الأنبار !!
02.07.2015

أفادت تقارير إخبارية وميدانية ببدء وصل عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى الأراضي العراقية للمشاركة في معارك مرتقبة، أعلنت عنها بغداد الأسبوع الماضي في محافظة الأنبار، وتهدف لاستعادة السيطرة عليها من قبضة تنظيم “الدولة الإسلامية”..وقدرت تقارير مشاركة الحرس الثوري في معارك الأنبار القادمة بـ4 آلاف عنصر مصحوبين بآلياتهم العسكرية.ويقول مراقبون للشأن السياسي في العراق إن رئيس الوزراء حيدر العبادي، وافق على دخول قوات الحرس الثوري بعد ضغوط كبيرة مورست عليه من قبل ميليشيات الحشد الشعبي الشيعي.ويؤكد هؤلاء أن تهديدات قادة الحشد الشعبي للحكومة العراقية وصلت حد التلويح بورقة الانسحاب من المناطق التي تم تحريرها في الآونة الأخيرة من قبضة داعش وبالتالي ترك الجيش العراقي بمفرده في ساحات القتال. وبموازاة الضغوط التي تمارسها الميليشيات لدفع الحكومة في بغداد لتحقيق مطالبها، تعمل طهران في السر والعلن وفقا لمراقبين على انتزاع الموافقة الأميركية لوجود الحرس الثوري في الأنبار.ويستغل الإيرانيون فشل الحملات الثلاث السابقة لاستعادة الأنبار لتبرير ضرورة تدخلهم لتحقيق ما عجزت عنه قوات الجيش والميليشيات التي تأتمر بأوامرها.وينظر على نطاق واسع إلى الصمت الأميركي عن إبداء موقف حازم في المسألة بمثابة الموافقة المبدئية وهو ما يؤشر على تخبط الإدارة الأميركية وفشلها في بناء استراتيجية ناجعة لتقليم أظافر المتطرفين دون إحياء النعرات الطائفية.وبات من شبه المؤكد أن الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية في المدن العربية السنية التي يسيطر عليها مقاتلو داعش في الوقت الراهن، سيتم على أيدي قوات كلها تحمل روحا انتقامية من سكان هذه المدن تحت لافتة التواطؤ مع تنظيم الدولة الإسلامية ما يعزز المخاوف الكبيرة من نشوب أعمال إبادة وانتهاكات جسيمة كانت قد تحدثت عنها تقارير دولية عقب كل عملية للميليشيات المدعومة من طهران.ولا يخفي عدد من العراقيين شكوكهم بوجود نوازع طائفية انتقامية يضمرها مقاتلو الحشد الشعبي والحرس الثوري لسكان المدينة، استنادا إلى أحكام مسبقة على سكان الأنبار بالتعاطف مع تنظيم داعش واحتضانه.ونجح داعش في استثمار غضب سكان المحافظات السنية من نظام بغداد لاصطياد أنصار له من الشباب الذين ساعدوه في التغلغل داخلها وإحكام سيطرته عليها.وفي سياق متصل، اعتبر اتحاد القوى العراقية دخول الحرس الثوري إلى الأنبار بمثابة الاحتلال والانتهاك الصارخ للأعراف والقوانين الدولية.وأكد عضو الاتحاد محمد المشهداني في تصريحات صحفية أن أحد أهم أركان الدولة هو السيادة التي تنتهك اليوم من الإيرانيين، وقبلهم الأميركيين”. من جهتها تنفي السلطات الرسمية في بغداد بشدة التقارير التي تتحدث عن استنجادها بنحو 4 آلاف عنصـر مـن الحـرس الثوري. وتنفي الحكومة العـراقية أي تدخـل عسكـري إيـراني مباشر في العمليات الجارية ضد داعش وتصر على أن الدور الإيراني مقتصر على الاستشارة فقط.ويتناقض هذا الإصرار مع وقائع متعددة، لعل أبرزها إعلان طهران مقتل العديد من القيادات الوسطى للحرس الثوري إضافة إلى ظهور قاسم سليماني داخل بؤر التوتر في العراق.وزاد النفوذ الإيراني في العراق بعد الغزو الأميركي في 2003. لكن هذا النفوذ تجسّد في أوضح أشكاله خلال الحرب الدائرة ضد تنظيم داعش. ولا تنفك أصوات عراقية مشاركة في الحكومة وخارجها تعبّر عن احتجاجها على فتح الباب للاختراق الإيراني للعراق!!


1