شهد البرلمان التركي الثلاثاء حلقة جديدة من مسلسل الملاكمة والعراك المثير،حيث ينتهي مصير أبطال المشهد في «أسرة المستشفيات».وفي ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، نقل أربعة نواب إلى المستشفى بعد إصابتهم باشتباك بالأيدي بين نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم، ونواب من حزبي المعارضة الرئيسيين «الشعب الجمهوري» و»الحركة القومية»، لدى بدء مناقشة مشروع خلافي داخل مجلس الشعب التركي.وذكرت وسائل إعلام تركية أن خمسة من نواب المعارضة أصيبوا بجروح في الاشتباكات، نقل منهم أربعة إلى المستشفى، اثنان منهم تلقوا ضربات بالرأس بمطرقة عند البدء بمناقشة مشروع قانون طرحته الحكومة التركية يهدف إلى تعزيز صلاحيات الشرطة.وفي أحد تصريحاته السابقة، يلخّص نائب رئيس الوزراء «بولنت أرينتش» هذه الحالة بكلمات جاء فيها: «بصفتي نائبا بالبرلمان منذ خمس دورات، أعرف جيداً هذه المشاجرات التي لا أستسيغها، لكن مع الأسف تجد نفراً من الأشخاص الذين ينسون أنفسهم ويسيئون الأدب، وحينها يرغب نفر آخر برد هذه الإساءة، لنرى هذه المشاهدة غير المرغوب بها».والعام الماضي شهد عدد كبير من هذه المشاجرات، حدثت إحداها خلال نقاش البرلمان مسودة قانون يهدف إلى إجراء تعديلات على قانون «مجلس القضاء والمدعين العامين»، حيث تطور النقاش بين أعضاء في حزب العدالة والتنيمة الحاكم وبين نواب المعارضة، إلى اشتباكات بالأيدي، وتحولت قاعة البرلمان إلى ساحة للقتال، تخللها عراك بالأيدي وتوجيه ركلات في الأوجه، وقذف زجاجات المياه، وصولا إلى قيام بعض الأعضاء باستخدام أجهزة الكمبيوتر (اللاب توب) والهواتف المحمولة في الاعتداء على الآخرين، وأصبح البرلمان أشبه بقتال الشوارع.ويُحسد الصحافيون الأتراك العاملون على تغطية جلسات البرلمان من أنهم لن يعانوا من الروتين والملل والنعاس الذي يعانيه نظراؤهم في البرلمانات الهادئة، فدائما ما تحمل لهم جلسات البرلمان التركي الإثارة والتشويق.وفي الحادي عشر من كانون الثاني/ يناير 2014، شهد البرلمان «معركة» مشابهة، بين نواب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري المعارض، تخللها عراك بالأيدي وتقاذف بزجاجات المياه.ويتكون البرلمان التركي الذي تأسس عام 1922 مع تأسيس الجمهورية التركية الحديثة، من 550 نائباً، ينتخبون كل 5 سنوات، في 85 دائرة انتخابية في عموم البلاد.ويعتبر «زيد أصلان»، النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، بطلاً للعديد من أحداث الشغب التي يعيشها البرلمان التركي بين الفينة والأخرى، إذ صعد ذات مرة في مشاجرة على المنضدة، ووجّه لأحدهم ركلة بقدمه أعادت إلى الأذهان مشاهد المصارعة الحرة.ولم يكتفِ أصلان بذلك، فهو لا يتورّع عن التلفظ بأفظع ما يحويه قاموس الشتائم على الملأ، ما دعا بعض قادة حزبه للمطالبة بإبعاده مؤقتاً عن البرلمان، وتم عرضه على لجنة تأديبية، حيث يؤكد أصلان أنه غير راضٍ عن تصرفاته، مشيراً إلى أنه يتلقى الدعم من خبير نفسي لمساعدته على التحكم في انفعالاته وقت الغضب.وأما صفوف أحزاب المعارضة، فيبرز من بينها النائب عن حزب الشعب الجمهوري «كمر جينتش»، بحيث قاطع السيدة «أمينة» زوجة رئيس الوزراء «رجب طيب أردوغان» خلال كلمة ألقتها في مراسم استقبال أقيمت بالبرلمان قبل عامين، قائلاً «بأي صفة تتكلمين هنا؟»، فنشب شجار مع ووزير الطاقة «تانير يلديز»، وردّ الأخير على جينتش بقوله «اخرج من هنا أيها الوقح!».ويشتهر من حزب السلام والديمقراطية النائب «سرّي صاقيق» الذي قذف علبة مناديل صوب النائب «وحيد كيلر»، فلم تصبه وكسرت مزهرية كانت بجواره.على أن أشهر شجار في تاريخ البرلمان التركي حدث عام 2001، وأفضى إلى وفاة النائب عن حزب الطريق القويم «فوزي شيهانلي أوغلو» بأزمة قلبية بعد شجار مع نواب حزب الحركة القومية، وقد أُدخل النائب «جاهد تَكَلي أوغلو»، الذي كان سبباً في وفاة شيهانلي أوغلو، السجن لمدة تزيد على 13 شهرا.!!
