أحدث الأخبار
الخميس 28 آذار/مارس 2024
الخرطوم..السودان : ثلاثة قتلى برصاص قوات الأمن خلال المليونية الـ20 ضد الانقلاب العسكري بالسودان!!
24.01.2022

أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع لمنع وصول مليونية اليوم في الخرطوم إلى القصر الرئاسي، فيما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية عن سقوط ثلاثة قتلى.وقالت اللجنة، في بيان لها، إن القتيل الأول سقط في الخرطوم و"لم يتم التعرف على بياناته بعد"، مشيراً إلى أنه توفي إثر إصابته بـ"رصاصة حية مباشرة" في الصدر خلال مشاركته في مليونية 24 يناير بمواكب مدينة الخرطوم.وذكرت لجنة أطباء السودان المركزية، أيضاً، أن القتيل الثاني (لم يتم التعرف على بياناته بعد) توفي إثر إصابته برصاصة في الرأس من قبل قوات الأمن بمواكب مدينة الخرطوم. كما أكدت أن "القتيل الثالث يدعى قاسم محمد وتوفي إثر إصابته برصاص حي في الرأس والكتف في مواكب مدينة ود مدني بإقليم الجزيرة".وأضافت: "ما زالت القوات الانقلابية تمارس الوحشية والعنف المفرط بحق المتظاهرين السلميين".وانطلقت في الخرطوم وعدد من مدن السودان مواكب ضمن مليونية 24 يناير/كانون الثاني، في سياق التصعيد المتواصل ضد الانقلاب العسكري.وفي الخرطوم، تجمّع الآلاف في عدد من المناطق، أكبرها في محطة باشدار جنوبي الخرطوم، للمطالبة بسقوط الحكم العسكري وتسليم السلطة لحكومة مدنية.واتجهت مواكب مدينة الخرطوم إلى شارع القصر، بوسط الخرطوم، في طريقها إلى القصر الرئاسي وفقاً لما تخطط له "لجان المقاومة السودانية"، التي تتبنى الحراك الثوري منذ انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول.كما شهدت مدينة ود مدني، ثاني أكبر المدن السودانية، مواكب ضخمة تطوف المدينة حالياً، وذلك بعد أيام من مقتل أحد المتظاهرين في المدينة.وفي مدينة بورتسودان الساحلية، خرج مئات الأشخاص منددين بالمجازر التي ارتكبها الانقلاب، وهتفوا: "يا برهان ثكناتك أولى ما في مليشيا بتحكم دولة، معليش معليش ما عندنا جيش، الشعب يريد إسقاط النظام"، وغيرها من هتافات الثورة السودانية.كما شهدت مدينتا المناقل (وسط السودان) وكسلا (شرق) تظاهرات مماثلة، فيما يتوقع وصول المزيد من المعلومات عن بقية المدن.إلى ذلك، قالت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان سابق إن مواكب الخرطوم المتجهة إلى القصر ومواكب أم درمان بشارع الأربعين تعرضت لعنف مفرط من قبل السلطات الانقلابية، متهمة إياها باستخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع بكثافة، بالإضافة إلى القنابل الصوتية، ومحاصرة المواكب بأعداد كبيرة من القوات من عدة جهات.وناشدت اللجنة منظمات حقوق الإنسان مراقبة ما يجري، قائلة إنه لا ينبغي أن تُواجه المواكب السلمية بالقمع، لافتة إلى وجود عدد من الإصابات بالطلق الناري وقنابل الغاز المسيل للدموع، بينها حالات حرجة، مؤكدة أنها تعكف على حصرها لنشرها لاحقاً.وكانت لجان المقاومة قد دعت لمليونية اليوم في مدينة الخرطوم ومدن أخرى، ودعمها "تجمع المهنيين السودانيين" وتنظيمات نقابية ومهنية أخرى، إضافة لدعم سياسي من تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير".وتُعد المليونية العشرين من نوعها منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تاريخ الانقلاب العسكري لقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وفيها جميعها لقي 73 شخصاً مصرعهم وأصيب أكثر من 2200 آخرين، طبقاً لتقارير من "لجنة أطباء السودان المركزية".وذكرت تنسيقية "لجان مقاومة" مدينة الخرطوم أن مدن السودان تتسابق، اليوم الاثنين، على خطى الثورة وتلبية ندائها، مشيرة إلى أن مجزرة 17 يناير/كانون الثاني كشفت حجم الخوف والرعب الذي يستحكم يوماً بعد يوم في أذهان القتلة، حسب ما جاء في البيان.وحددت التنسيقية، في بيان لها، نقاطاً لتجمّع المليونية في كل من محطة باشدار ومحطة سبعة وحديقة القرشي، جنوبي الخرطوم، وصينية القندول (وسط) وموقف الإستاد وجامعة النيلين (غرب) وتقاطع ببلوس (شرق)، على أن تلتحم كل المواكب بعضها مع بعض، وتتجه إلى القصر الرئاسي في ثلاثة مسارات رئيسة.ونصحت التنسيقية المشاركين في المواكب بالتزام السلمية، وتنفيذ حملة تتريس منذ الصباح للشوارع، ورصد المندسين وتصويرهم وإبلاغ اللجنة الميدانية، وعدم الاشتباك مع القوات النظامية، وفي حال استخدامها الرصاص الحي، أمرتهم بالانسحاب مباشرةً من المنطقة.واستبقت السلطات الأمنية مليونية اليوم باعتقال عدد من نشطاء "لجان المقاومة"، وأشارت معلومة أولية إلى القبض على أربعة منهم بمنطقة العشرة، جنوبي الخرطوم، ومحامٍ من اللجان جنوب الحزام، كما اعتقلت، أمس، رئيسة مبادرة "لا لقهر النساء" أميرة عثمان.ونشرت السلطات وحدات من الشرطة في عدد من النقاط بوسط الخرطوم، بينما تمركز الجيش في نقاط أخرى، كما أغلقت السلطات جسر المك نمر، الرابط بين الخرطوم ومدينة الخرطوم بحري، وذلك عكس ما تعهدت به لجنة أمن الخرطوم، أمس الأحد، باستمرار فتح جميع الجسور.حيث أشارت اللجنة في بيان إلى أن حركة المرور ستستمر كالمعتاد، من دون إغلاق للجسور والكباري الرابطة بين وسط الخرطوم ومناطق أم درمان والخرطوم بحري وشرق النيل، مع الإبقاء على خدمة الإنترنت، وتعهدت اللجنة بتأمين المواقع السيادية والاستراتيجية بوسط الخرطوم، وقبل ذلك، حماية حق التعبير السلمي، ووجهت قواتها بضبط النفس، وعدم الاستجابة للاستفزازات التي تصدر من البعض.وهددت اللجنة بتوثيق أي مظاهر مخالفة للقانون، واعتبار الاعتداء على الممتلكات العامة وإتلافها مخالفة قانونية يُحاسب مرتكبوها عليها، كما سيتم رصد أي مخالفات أثناء المواكب، خاصة التفلتات التي تقع عقب انتهاء المواكب.وكانت بعثة الأمم المتحدة قد ذكرت أنها ستخصص الأسبوع الحالي للتشاور مع الجيش وقوات الأمن والحركات المسلحة، بشأن مساعيها لجمع الفرقاء السودانيين للتوافق على مخرج من الأزمة الراهنة، ودانت البعثة بشدة، أمس، اعتقال رئيسة مبادرة "لا لقهر النساء".إلى ذلك، حذّر حزب "الأمة القومي"، خلال اجتماع لمكتبه السياسي، من مضي الانقلاب العسكري في وحشيته وابتداع أشكال جديدة بارتكاب المجازر العنيفة، واعتقال الثوار بكثافة، واختطاف المصابين من غرف العناية المركزة، وضرب مواكب تشييع جثامين الشهداء، ومحاولات تلفيق تهم القتل والمخدرات للثوار، وغيرها من الاتجاهات غير المسبوقة.وأوضح الحزب أن كل ذلك يدفعه الى المطالبة بصلابة وعزم بتنحي رأس الانقلاب وكامل سلطته الانقلابية فوراً، وإزالة كافة آثار الانقلاب وما ترتب عليه من قرارات، مشيراً إلى أنه سيعدّ مذكرة إضافية تطالب بذلك، وتسلّم في موكب للسلطة الانقلابية.في شأن آخر، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الإثنين، التزامه ودعمه لعملية حوار سوداني شامل للخروج من الأزمة الحالية.جاء ذلك خلال لقائه مبعوث مملكة النرويج الخاص للسودان وجنوب السودان أندريه إستيانسن، بحضور سفيرة النرويج لدى الخرطوم تيريزا لوكن.وبحسب بيان لمجلس السيادة، فإن البرهان أكد على ضرورة أن يضم الحوار القوى السياسية والمنظمات المجتمعية باستثناء "المؤتمر الوطني"، حزب الرئيس المعزول عمر البشير، وذلك بهدف الخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد.من جانبه، شدد المبعوث النرويجي، في تصريح صحافي، على ضرورة إطلاق عملية حوار وطني شامل للخروج من الأزمة الراهنة التي وصفها بالصعبة، إضافة للتأكيد على ضرورة وقف العنف المصاحب للاحتجاجات الشعبية في الخرطوم.وأكد أنه شرح للبرهان مخرجات مؤتمر أصدقاء السودان الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض، والذي أكدت أطرافه دعمها إجراء حوار سوداني شامل وشفاف يضم مختلف الفاعلين السودانيين، ويضمن تمثيلًا للشباب والمرأة.


1