أحدث الأخبار
السبت 20 نيسان/أبريل 2024
باريس..فرنسا : واشنطن تتجنب دعم فرنسا واليونان في نزاعهما مع تركيا خوفا من ردة فعل أردوغان من طرد الأمريكيين من قاعدة أنجرليك !!
19.09.2020

لا ترغب الولايات المتحدة في الانحياز الى الاتحاد الأوروبي وبالخصوص فرنسا في صراعها القائم شرق البحر المتوسط وليبيا حتى لا يخسر البنتاغون التسهيلات العسكرية التي يتوفر عليها في تركيا، ويتكرر سيناريو سنة 1975 في وقت يتعاظم نفوذ روسيا والصين في منطقة الشرق الأوسط.ويلاحظ المراقبون كيف بقيت فرنسا تقريبا لوحدها وبدعم محتشم من طرف الاتحاد الأوروبي في النزاع القائم في البداية حول ليبيا ثم في النزاع حول الحق في التنقيب عن الغاز والبترول في مياه شرق المتوسط التي تحولت الى برميل بارود قابل للانفجار.واصطفت فرنسا الى جانب اليونان في النزاع مع تركيا حول التنقيب عن النفط والبترول في مياه شرق المتوسط، وبلغ الأمر بتعزيز فرنسا لتواجدها العسكري بطائرتي رافال وفرقاطتين، ووصل الأمر بالبحرية التركية الى مراقبة سفينة حربية فرنسية في المنطقة والتحرش بها وإجبارها على الابتعاد كما فعلت مع فرقاطة سابقة خلال شهر يونيو الماضي في المياه الدولية قبالة ليبيا.ويتعجب المراقبون من موقف المتفرج الذي تتبناه واشنطن في النزاع القائم في شرق المتوسط ويهم ثلاثة دول أعضاء في الحلف الأطلسي، فهي تعاتب تركيا على بعض مواقفها وتصرفاتها ولا تساند فرنسا واليونان.ويعود هذا الموقف الأمريكي الى تجنب ردة فعل تركيا، وتوجد سوابق كثيرة من طرف الأتراك، ولا يقتصر الأمر فقط على فترة حكم طيب رجب أردوغان كرئيس للحكومة ثم كرئيس للبلاد بل الى فترات سابقة، لقد وقع خلاف عميق بين واشنطن وأنقرة حول أكراد سوريا، ونهجت تركيا سياستها غير عابئة بمصالح الولايات المتحدة، وتكرر الأمر مع صواريخ إس 400، فرغم التهديد الأمريكي، فضل الجيش التركي هذه الصواريخ على مقاتلات “اف 35”.وإذا انحازت واشنطن الى اليونان وفرنسا، فهي تعرض مصالحها العسكرية للخطر، ويلوح الأتراك في صمت بقاعدة إنجرليك الاستراتيجية للقوات الجوية الأمريكية، فقد حصلت الولايات المتحدة على تواجد عسكري قوي في تركيا حتى سنة 1975، في تلك السنة فرض الكونغرس الأمريكي قرار عدم بيع السلاح الى الجيش التركي، وأقدم الرئيس التركي حينئذ فخري كوروترك على إغلاق كل القواعد العسكرية الأمريكية وألحقها بالجيش التركي، وشكلت القرار ضربة لمصالح الولايات المتحدة في ذروة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي.ورخصت أنقرة وسنة 1978 تدريجيا للولايات المتحدة بالاستعمال المشترك لقاعدة إنجرليك القريبة من البحر الأبيض المتوسط التي تحتضن الآن قوات الحلف الأطلسي وأغلبها أمريكية، وتوجد قوات بريطانية هناك/ وتعد قاعدة إنجرليك استراتيجية في كل مخططات البنتاغون في الشرق الأوسط والبحر المتوسط وتجاه الأجواء الصينية والروسية والإيرانية.ويدرك البنتاغون أن أردوغان لن يتردد في اتخاذ قرار إغلاق قاعدة إنجرليك إذا اعتقد في انحياز الغرب بالكامل بما في ذلك الولايات المتحدة ضده. ولهذا، ترى واشنطن أن ملف الغاز هو ثانوي جدا مقارنة مع فقدان وجودها في قاعدة إنجرليك كما وقع سنة 1975، بينما النفوذ العسكري الروسي والصيني يتعاظم في المنطقة. وهذا من الأسباب التي تدفعها الى عدم الانحياز الى فرنسا في النزاع الحالي.!!


1