أحدث الأخبار
الجمعة 29 آذار/مارس 2024
بيروت..لبنان: سبت تعليق المشسانق : أضخم تحرك احتجاجي في سبت “تعليق المشانق”..اقتحام وزارات وهتافات ضد عون وحزب الله!!
09.08.2020

بعد أيام على الانفجار الكبير الذي وقع، الثلاثاء، في مرفأ بيروت، وتعبيراً عن حالة الغضب التي يشعر بها اللبنانيون إزاء الطبقة السياسية، نصب المتظاهرون في ساحة الشهداء مشانق لعدد من الرؤساء ورؤساء الأحزاب تحت عنوان “سبت تعليق المشانق”. وشوهدت مجسّمات لكل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وقد لُفّت حبال المشانق حول أعناقهم. وتخلّل التحرك الاحتجاجي الغاضب وهو الأول من نوعه منذ ثورة 17 تشرين الأول/ أكتوبر هتافات وشتائم ضد عون وحزب الله ومطالبة بمحاكمتهم. وجرت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والقوى الأمنية لمنعهم من اقتحام مجلس النواب، حيث تمّ إلقاء القنابل المسيلة للدموع بكثافة، وسُجّل إطلاق رصاص مطاطي ووقوع إصابات حرجة بين المتحتجين. كما أطلق الجيش اللبناني النار في الهواء لحسم اشتباك في منطقة بشارة الخوري التي تخضع لسيطرة الثنائي الشيعي حيث يُعتقَد أن مناصري الثنائي رفضوا تعرّض المتظاهرين لكل من بري ونصرالله.وأقام الجيش اللبناني حواجز على عدد من الطرقات الرئيسية على مداخل العاصمة لإعاقة قدوم المتظاهرين بسهولة إلى ساحة الشهداء، تزامناً مع بيان لقيادة الجيش أعربت فيه عن “تفهمها لعمق الوجع والألم الذي يعتمر قلوب اللبنانيين وتفهمها لصعوبة الأوضاع الذي يمرّ بها وطننا”، لكنها ذكّرت المحتجين”بوجوب الالتزام بسلمية التعبير والابتعاد عن قطع الطرق والتعدي على الأملاك العامة والخاصة”، كما ذكّرتهم أن “للجيش شهداء جراء الانفجار الذي حصل في المرفأ”.بموازاة ذلك، اقتحم متظاهرون مبنى وزارة الخارجية في منطقة الأشرفية والذي دمّره عصف الانفجار، ورفعوا على المبنى شعارين الأول “بيروت عاصمة الثورة”، والثاني “بيروت مدينة منزوعة السلاح”. وشوهدت امرأة وهي تُمسك بصورة رئيس الجمهورية وتحطّمها على الأرض. وأفيد لاحقاً بأن الثوار قرروا اعتماد مبنى الخارجية كمقر للثورة.وفي وقت لاحق من مساء السبت، أخرج عناصر الجيش اللبناني بالقوة المتظاهرين من مقر وزارة الخارجية. واستقدم الجيش تعزيزات إلى محيط الوزارة بعد نحو ثلاث ساعات من اقتحام المتظاهرين للمبنى.وتوجه عشرات المحتجين إلى المجلس النيابي وقاموا برمي الحجارة والأخشاب ومخلفات انفجار الثلاثاء على القوى الأمنية الموجودة لحماية المجلس، في محاولة للدخول إليه. وحاول المحتجون إزالة العوائق الحديدية الموضوعة أمام مدخل المجلس. وهتف المحتجون “بالروح بالدم نفديك يا بيروت” كما هتفوا “ثورة ثورة”.ويشعر بعض السكان، الذين يواجهون صعوبات لإعادة بيوتهم المدمرة إلى حالها، أن الدولة التي يعتبرونها فاسدة خذلتهم مرة أخرى. وخرجت احتجاجات لأشهر قبل كارثة الأسبوع الماضي اعتراضا على الطريقة التي تعالج بها الحكومة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.وقالت الطالبة الجامعية سيلين ديبو وهي تنظف بقع الدماء عن جدران المبنى السكني الذي تعيش فيه وتضرر بفعل الانفجار: “ليست لدينا ثقة في حكومتنا… أتمنى لو تتسلم الأمم المتحدة دفة الأمور في لبنان”.وقال كثيرون إنهم لم يندهشوا على الإطلاق عندما زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أحياءهم المدمرة قرب مركز الانفجار بينما لم يفعل ذلك زعماء لبنان.وقالت ماريز حايك (48 عاما) وهي أخصائية نفسية دمر الانفجار منزل والديها: “نحن نعيش في مركز الانفجار. أتمنى لو تتولى دولة أخرى شؤوننا. إن زعماءنا حفنة من الفاسدين”.تساءل بعض السكان عما إذا كان بمقدورهم في يوم من الأيام إعادة بناء حياتهم.وليس لدى بلال حسن سوى يديه ليحاول وهو يغالب دموعه أن يزيل الحطام في منزله الذي يقع على بعد بضع مئات من الأمتار من موقع الانفجار. ومنذ الكارثة، ينام الليل على أريكة يعلوها التراب بجوار شظايا الزجاج.وعندما فر أبناؤه الثلاثة الجرحى، وهم في سن المراهقة، للنجاة بحياتهم خلفوا وراءهم بقعا من الدماء على الدرج والجدران.وقال حسن وهو يقف بجوار صورة محطمة له مع زوجته: “ليس هناك ما بوسعنا فعله في الواقع. لا نملك تكلفة إعادة البناء ولا أحد يساعدنا”.وتشق الجرافات طريقها بصعوبة عبر حطام المنازل المهدمة وبجوار صفوف طويلة من السيارات المهشمة فيما وقف جنود على جانب الطريق. ويسير في الشوارع متطوعون يحملون الجواريف للمساعدة في إزالة الحطام.وقالت دانييلا شمالي إن منظمتها الخيرية، التي دمر الانفجار مقرها، قدمت مساعدات إلى 70 أسرة ممن شردتهم الكارثة.وقالت: “قدمنا مساعدة مبدئية لكن لا نعلم ما بمقدورنا فعله للأسر في المستقبل. الأمر يتطلب مشروعات كبرى”. وقال مسؤولون إن الانفجار ربما تسبب في خسائر تصل إلى 15 مليار دولار وهذه فاتورة لا يستطيع لبنان تحملها بعد أن تخلف بالفعل عن سداد ديون تتجاوز نسبتها 150 بالمئة من الناتج الاقتصادي وفي ظل جمود محادثاته مع صندوق النقد الدولي.


1