أحدث الأخبار
السبت 20 نيسان/أبريل 2024
انقرة.. تركيا : وحدات فرنسية تدخل منبج لدعم الأكراد وطهران وموسكو ترفضان دخول «الجيش الحر» مع الأتراك إلى تل رفعت!!
05.04.2018

بينما عقدت قمّة ثلاثية في العاصمة التركية أنقرة حول الأزمة في سوريا أمس لرؤساء: تركيا رجب طيب أردوغان، وروسيا فلاديمير بوتين، وإيران حسن روحاني، وبحثت الملفات المطروحة التي يتصدرها تقاسم النفوذ وترسيخ المكاسب وتوزيع الأدوار على الاراضي السورية، بدأ يتبلور في مقابل ثلاثي استانة (روسيا وايران وتركيا) تحالف سياسي – عسكري ثلاثي أمريكي ـ بريطاني ـ فرنسي في سوريا، في وقتٍ باتت باريس تشكل درعا عسكريا قويا في الشمال والشرق السوري، ضمن المناطق النفطية، والجغرافيا التي تنتشر فيها وحدات حماية الشعب، بهدف منع إلحاق المزيد من الخسائر والانحسار للوحدات الكردية على يد المعارضة السورية المدعومة من الجيش التركي.وللدلالة على ذلك يشهد شمالي سوريا وشرقها تطورات ميدانية متسارعة للغاية، وتشابكا للخيوط الدولية المتغلغلة في الملف السوري، لتتحدث مصادر ميدانية في ريف حلب شمالي البلاد، عن دخول قوات فرنسية برفقة قوات تتبع لوحدات حماية وحدات الشعب الكردية إلى مدينة منبج.وذكرت وكالة «سمارت» أن الهدف من الانتشار الفرنسي هو البدء بالخطوات الأولية لانشاء قاعدة فرنسية محاذية للقواعد الأمريكية، لتشكل الدول الثلاث درعا يحمي «وحدات حماية الشعب» الكردية، ويعقد المشهد أكثر أمام الجيشين التركي و«السوري الحر» الراغبين في انتزاع المدينة من الأكراد. ووفق ما نقلته المصادر، فإن القوات الأمريكية والفرنسية، باتت تتمركز على بعد 600 م فقط من النقطة العسكرية التركية المجاورة لمدينة منبج، فيما قام مسؤولون بريطانيون من حزب العمال في مجلس اللوردات البريطاني، أمس الأربعاء، بزيارة مدينة القامشلي السورية، وتعهد الوفد البريطاني بالتضامن والوقوف مع وحدات حماية الشعب في وجه ما يتهددها من هجمات تركية في شمالي سوريا، وفق ما نقلته رويترز.ويدعم التحالف الدولي القوات الكردية شرقي الفرات، مقابل دعم روسي لقوات الأسد غربي النهر، فيما يدعم الجيش التركي، المعارضة السورية المسلحة في الشمال من البلاد.تزامنا وفي موقف متناقض مع ما أعلنه منذ أيام أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موافقته على عدم سحب القوات الأمريكية من سوريا حتى تتم هزيمة تنظيم «الدولة»، ولكنه أعطى تعليماته للجيش لإعداد خطة للانسحاب من سوريا. وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن ترامب وافق على مضض أثناء اجتماع مع كبار المسؤولين في الأمن القومي، الثلاثاء الماضي، على إبقاء القوات الأمريكية في سوريا التي مزقتها الحرب لفترة غير محددة من الزمن «من أجل تدمير الجماعة الإرهابية». وكشف مسؤولون أمريكيون أن ترامب لم يكن سعيدا بالقرار ولكنه أكد خلال الاجتماع بأنه يمكن إبقاء القوات الأمريكية في سوريا لتدريب القوات المحلية مما يضمن عدم عودة تنظيم «الدولة» إلى المناطق المحررة من الجماعة.وأعلن البيان المشترك للقمة الثلاثية التي استضافتها أنقرة، رفض كل المحاولات الرامية لخلق واقع ميداني جديد في سوريا تحت ستار مكافحة الإرهاب (غامزا من طرف أمريكا وحلفائها)، مشيرا إلى أن قمة الرؤساء الثلاثة، بحثت التطورات التي شهدتها سوريا منذ القمة الثلاثية الأولى التي عُقدت العام الماضي في مدينة سوتشي الروسية، ولفت إلى أن الزعماء الثلاثة أعربوا عن سعادتهم للإسهامات الإيجابية لمسار أستانة في إيجاد حل للأزمة في سوريا.وبرزت أمس خلافات جوهرية بين «ثلاثي أستانة» فبينما أعاد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، التأكيد على سعي بلاده للعمل مع روسيا وإيران لاستعادة تل رفعت شمالي حلب، قالت مصادر محلية في تل رفعت، إن أحد أهم الخلافات بين الجانب الروسي والإيراني من جهة وتركيا حول مدينة تل رفعت، هو رفض دخول قوات الجيش الحر المنضوية ضمن عمليات درع الفرات شمالي سوريا إلى تل رفعت، برفقة القوات التركية، وان هذا الامر هو واحد من جملة مطالب روسية عرقلت إكمال عملية غصن الزيتون نحو تل رفعت بعد السيطرة على عفرين.وأبلغت مصادر مطلعة على سير عملية التفاوض، «القدس العربي»، أن النظام السوري ألح على المشاركة في دوريات الجيش التركي في نقاط مراقبة حول تل رفعت وهو ما تسبب بإرباك جديد للخطة التركية، التي تعتمد في جزء كبير من قوتها العسكرية على مقاتلي المعارضة السورية الذين سيكون من المحرج لهم مشاركة النظام السوري في تلك الدوريات الثنائية المقترحة.وتزامنا مع انعقاد القمة في أنقرة، وجهت روسيا اتهامات لكل من واشنطن والتحالف الدولي الذي تقوده في سوريا، حيث قال رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات الروسية سيرغي رودسكوي، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة تخطط لتقسيم سوريا، فيما اتهم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، التحالف الدولي بزعزعة أمن سوريا من أجل قطف ثمار اقتصادية. بينما رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان العامة سيرغي رودسكوي، اتهم الولايات المتحدة بالتخطيط لتقسيم سوريا، والتأسيس لحرب جديدة فيها، بينما طالب الرئيس الإيراني تركيا بتسليم عفرين للنظام السوري والانسحاب منها.من جهته رأى المحلل السياسي المهتم بالعلاقات الدولية محمد العطار خلال لقاء مع «القدس العربي» أن بوتين انتهز نهاية حكم أوباما واستغل انشغال العالم عما يجري في سوريا، حيث خطط لتأمين المكاسب الروسية واستطاع الوصول إلى المياه الدافئة والقواعد البحرية والبرية والجوية والنفط والغاز وإلحاق سوريا بالكامل بروسيا حيث تدار شؤونها من مكتبه في الخارجية الروسية أو من قاعدة حميميم!!


1