أحدث الأخبار
الأربعاء 24 نيسان/أبريل 2024
عفرين.. سوريا :الوحدات الكردية العميلة هجَّرت اكثر من مئتي الف سوري عربي والجيش الحر: دخول قوات الأسد «عفرين» لن يغير شيئا من سير المعارك!!
28.01.2018

لم تستغل وحدات حماية الشعب الكردية، شمالي سوريا، الدعم العسكري والسياسي والمادي الأمريكي المقدم إليها منذ سنوات لتشكيل تحالفات مع قوى المعارضة السورية المسلحة أو السياسية منها، بل على عكس ذلك استخدمت كل ما قدم إليها لصالح بناء مشروعها الخاص الذي يصفه الكثير من السوريين بأنه مشروع انفصالي خارج الجغرافيا السورية، فهاجمت الوحدات الكردية قوى المعارضة السورية المعتدلة وهجرت القرى والبلدات العربية بأكملها. كما شكل المشروع الكردي خطراً استراتيجياً على الأمن القومي التركي لا بد من استئصاله، بحسب التصريحات المتداولة للمسؤولين الأتراك.وحدات حماية الشعب الكردية رسمت من خلال الدعم الأمريكي الكبير خطوطاً عريضة لمشروعها الخاص «روج آفا»، إلا إن هذا المشروع بحسب صحيفة «إندبندنت» قد أصبح في مهب الرياح مع دخول عملية «غصن الزيتون»، المنفذة من قبل الجيش التركي وبمساندة كبيرة من فصائل الجيش السوري الحر، حيز التنفيذ.المدنيون السوريون «المكون العربي» بالإضافة إلى فصائل الجيش السوري الحر كانوا أكثر من دفع ضريبة الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية، ففي ريف حلب الشمالي فقط أكد المعارض السوري ماجد عبد النور أن الوحدات الكردية سيطرت على 17 بلدة وقرية عربية بالإضافة إلى عشرات القرى والبلدات شرقي نهر الفرات.وقال عبد النور: سياسة القطب الواحد التي كانت تنتهجها الوحدات الكردية طيلة الأشهر الماضية أدت إلى تهجير أكثر من مئتي ألف سوري، غالبيتهم من المكون العربي، كما ساهمت في خلق عداء وتنافر بين المكونين العربي والكردي الأمر الذي بات يهدد النسيج الاجتماعي السوري.تمثل عملية «غصن الزيتون» التي بدأها الجيشان التركي والسوري الحر نقطة التقاء للأهداف المشتركة بين تركيا والمعارضة السورية، ويرى المحلل السياسي محمد العطار، أن تركيا بدأت معركة «عفرين» بهدف رفع السكين عن رقبة مستقبل تركيا، والذي يسعى الكثير من الدول لنقل الفوضى من الداخل السوري إلى العمق التركي، وأن تركيا دخلت سوريا وفق معادلة «الهجوم خير وسيلة للدفاع».وقال العطار: تعتبر عملية عفرين ذات أهداف هامة للمعارضة السورية، فالمعارضة دفعت أثماناً باهظة على يد الوحدات الكردية التي استعانت بتحالفها مع واشنطن لتمرير مشروعها، وأن مضي الجيش السوري الحر في المعركة بهذا الحجم، مرجعه لتراكم الانتهاكات والتجاوزات من قبل الوحدات الكردية بحق المدنيين، والحفاظ على الجغرافيا السورية، وكان «السوري الحر» يحتاج لدولة داعمة له حتى يبدأ بمواجهة مشروع الميليشيات الكردية، ومن هنا نجد التحالف الكبير بينه وبين تركيا.رئيس اللجنة العسكرية في وفد المعارضة إلى أستانا، العقيد الركن فاتح حسون، الذي يشغل أيضاً منصب القائد العام لحركة تحرير الوطن، قال : «نرى كجيش سوري حر أن الأهداف الأولى لعملية غصن الزيتون هي إعادة الاهالي الذين هجرتهم قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، وإنهاء آمالهم بأن يقتطعوا جزءا من سوريا لدولتهم (المزعومة)، فلن ندخر جهدا في محاربة من يريد تقسيم سوريا.»الهدف النهائي من المعركة، بحسب ما قاله المسؤول العسكري حسون، يكمن في طرد الأحزاب الانفصالية والإرهابية من الأراضي السورية، وذلك بعد ما رأيناه من ظلم هذه الأحزاب الانفصالية للشعب السوري ولما وجدناه من خيانة الثورة.كما اتهم حسون الأحزاب الكردية بالتنسيق التام مع النظام السوري وبتعاون عسكري عال ضد قوات الجيش الحر، منوهاً إلى إن مشاركتهم في معارك «غصن الزيتون» ثأر لشهداء عين دقنة فقط، الذين مثلت هذه الميليشيات بجثثهم، وأن المعركة هي معركة ثورة وقطع كل أذرع النظام.وأضاف كما قاتلنا تنظيم الدولة في مدينة الباب بريف حلب وغيرها سنقاتل الأحزاب الانفصالية في عفرين وغيرها لأن داعش وهذه الأحزاب هي أذرع النظام في المنطقة، وأما الأكراد فهم جزء ومكون من مكونات الشعب السوري ولا مشكلة لنا مع الأكراد إنما مشكلتنا مع الأحزاب الانفصالية التي احتلت قرى الأخوة الأكراد ومعركتنا لتحرير هذه القرى».وتعهد القيادي المعارض بقتال قوات النظام السوري في حال دخلت مدينة عفرين، وقال: «لا فرق لدينا بين الميليشيات الانفصالية، وقوات النظام، فكلاهما عدو للشعب السوري وثورته، وفي حال دخلت قوات النظام مدينة عفرين فلن يحدث أي طارئ على سير العمليات العسكرية هناك».إلى ذلك أشاد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بدور الجيش السوري الحر خلال عمليات «غصن الزيتون» قائلا: «أحيي جنود الجيش السوري الحر الذين يقدمون نضالا مشرفا جنبا إلى جنب مع أبناء الجيش التركي»، وأضاف «لا علاقة لـ (بي كا كا) و(ب ي د) و(داعش) بالإسلام، لأنهم مجرمون يقتلون إخواننا المؤمنين من دون رحمة».من جانبه رأى العميد أحمد رحال أن الجيش السوري الحر قوة لا يستهان بها، خاصة مع وجود أعداد كبيرة ما بين 10 إلى 15 عنصرا في مناطق درع الفرات، ولو تهيأت له الظروف لكان معادلة صعبة في المشهد السوري، خاصة مع خبرات قتالية كبيرة.وقال رحال إن المشكلة ليست بالإمكانيات القتالية كما يتصور البعض، بل جوهر المشكلة في العملية العسكرية في مدينة عفرين، ترافقها عملية سياسية، وإن لم تحسم التوافقات الدولية بين تركيا وغالبية الدول الأوروبية والفاعلة في المشهد السوري فإن نصف مفاتيح الحل في عفرين، والموجودة في موسكو، لا تكفي لاستمرار العملية التركية. وأضاف: لذلك نرى أن العملية التركية تتحرك بحذر، فالإنجازات على أرض المعركة لا توازي التحضيرات الكبرى التي أعدت للمعركة، فتركيا تمتلك قدرات عسكرية كبيرة جداً، سواء على صعيد المقاتلات الحربية أو القوات البرية وحتى الصاروخية، بالإضافة لقوات الجيش السوري الحر، وهذه القدرات تقول إن المعركة ستنتهي خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.ولكن مضى الأسبوع الأول ونحن أمام تعثر على كل الجبهات، ليس لقوة المدافع، وإنما لعدم تمكن تركيا من استخدام القوة العسكرية الكافية، وإذا لم تحسم المعركة السياسية المحيطة بعملية عفرين فإن المعركة ذاهبة لمعركة استنزاف طويلة الأمد.وقال وزير الصحة التركي الجمعة إن 14 من الجيش التركي ومقاتلي الجيش السوري الحر قتلوا بينما أصيب 130 آخرون في أعقاب الهجوم التركي على منطقة عفرين السورية.وقال الوزير أحمد دميرجان للصحافيين بعد زيارة الجنود المصابين في المستشفيات إن ثلاثة جنود أتراك و11 مقاتلاً من الجيش السوري الحر الذي تدعمه تركيا قتلوا حتى الآن في الاشتباكات الدائرة في شمال سوريا.الصورة المرفقة للخبر ..الوحدات الكردية العميلة تمثل بجثث مقاتلي الجيش السوري الحر في شوارع عفرين في ابريل 2016.!!


1