أحدث الأخبار
الجمعة 29 آذار/مارس 2024
بغداد.. العراق : الجثث مكدسة : عائلات الاف القتلى من القوات العراقية الشيعيه اللتي شاركت في معارك الموصل تطالب بتسليم جثامين أبنائها!!
13.07.2017

تنتظر عائلات القوات الأمنية العسكريّة العراقيّة بمختلف فروعها، عودة جثامين أبنائهم الذين قتلوا خلال العمليات القتالية لاستعادة الجانب الأيمن لمدينة الموصل من قبضة مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتطالب السلطات الحكومية، بضرورة الإسراع في حسم هذا الملف.الحاج أبو حيدر، واحد من تلك العائلات التي لم تسلمها وزارة الداخلية العراقية حتى اللحظة جثمان ابنها المنتسب إلى الشرطة الاتحادية من أجل دفنه. يجهل أبو حيدر مصير ابنه، بعد ما قُتل بنيران جنود تنظيم «الدولة»، وهو ما يثير شكوكا لديه وعند بعض العائلات بشأن أسباب ذلك، ومنها احتمال تخلي القوات الأمنيّة عن انتشال جثث المقاتلين وتركها في شوارع وأزقة المواجهات بالموصل القديمة. كما يخشى أن تكون جثة ابنه ماتزال تحت ركام المنازل شأنه شأن آلاف المدنيين.وقال أبو حيدر 64 عاما »: «أول ما فقدنا الاتصال به، ووصل إلينا نبأ مقتله، كنا نستعد مع الأقارب والجيران لاستقبال جثمانه لتشييعه، وإقامة مراسم العزاء على روحه، ومر الشهر الأول والثاني ونحن على أعتاب دخول الشهر الثالث ولم تصل جثته». وأضاف: «لم أدع صديقا يعرفه ولا ضابطا مسؤولا في الشرطة الاتحادية إلاّ ولجأت إليه على أمل الحصول على بعض التفاصيل تخبرني أين ابني، ولماذا الجهات الحكومية تتجاهل تسليمنا جثمانه، لكن دون نفع».وأضاف أن «المسؤولين في وزارة الداخلية لم يكشفوا عن أي معلومات، لكن الجميع كان يقول نحن أحرص عليهم منكم بإيصال جثث أبنائكم لتوارى الثرى، وهذا جزء يسير لإكرامهم، لكننا فقط ننتظر استعادة كامل الجانب الأيمن من قبضة المسلّحين لنباشر بعدها بحملة واسعة للبحث عن المقاتلين، الذين فقدوا أثناء المواجهات، وسنبحث وسط الأنقاض للعثور عليهم».ووفقاً لأبو حيدر، فإن «الضباط أخبروا عددا من ذوي أهالي العسكرييّن المفقودين أن السبب الحقيقي في تأخير إيصال جثامين أبنائهم يعود إلى ندرة الأكياس المخصصة بنقل جثامين الموتى، يقابله الخسائر الفادحة في أعداد قتلى قوات الأمن العراقية، وغالبيتهم من جهاز مكافحة الإرهاب والجيش العراقي والشرطة، فضلا عن أن عناصر الأمن باتوا يجدون صعوبة بنقل رفات عشرات المئات من جثث الضابط والجنود، والتي لا تزال محفوظة في ثلاجات حفظ الموتى داخل مستشفيات مدينة الموصل».وبين أن «قسما منها تفسخت نتيجة الحر الشديد واختفت ملامحها، وجثث أخرى مازالت مرمية على قارعة الطرق في الأزقة القديمة، بانتظار انتشالها وشحنها عبر الطائرات إلى بغداد والمحافظات الجنوبيّة من العراق».من جهته، كشف نقيب في جهاز مكافحة الإرهاب، رفض ذكر اسمه، تفاصيل اختفاء جثث الجنود والضباط خلال المعارك العنيفة التي خاضتها القوات العراقيّة طيلة 9 أشهر ضد مقاتلي تنظيم «الدولة» في أحياء الموصل القديمة، حيث كبدت منتسبي الجهاز خسائر كبيرة بالمعدات والأرواح.: إن «التنظيم كان يشن هجمات نوعية، أسر خلالها العشرات من مقاتلي جهاز مكافحة الإرهاب، ولاحقا نعثر على بقايا جثثهم، إذ أن التنظيم حولهم إلى أكوام من عظام نخرة، يصعب التعرف عليهم داخل سراديب الأحياء القديمة لساحل الأيمن، وأعدوا لذلك محرقة خاصة يحرقون بها الجنود العراقيين باستخدام مواد كيماوية حارقة».وأضاف المصدر الضابط، أن «الكثير من الخسائر البشرية التي الحقت بالقوات الأمنيّة نتيجة السيارات الملغمة والأحزمة الناسفة، التي حولت أجساد الجنود إلى رماد، أما من عثرنا على جثثهم كاملة وتحت ركام المباني فبلغوا المئات».وأشار إلى أن «الأوامر العسكريّة المشددة وحساسية معركة الموصل كانت تتطلب التكتم على الخسائر الجسيمة لأعداد القتلى في صفوف قوات الأمن وعدم إيصالهم إلى ذويهم خوفا من الضجعة الشعبية».أما حسين الموسوي، شقيق أحد عناصر الجيش العراقي، الذي سقط قتيلا في معارك تحرير حي الشفاء بمدينة الموصل، فينتظر هو الآخر منذ عدة أيام وصول جثمان أخيه ليتسنى لهم دفنه بمقبرة وادي السلام في النجف جنوب العراق.وقال : أنا وعائلته لا يغمض لنا جفن، ومصير جثة ابننا الذي جاد بنفسه دفاعا عن الوطن لا يزال غامضا»، مضيفا، «يحدونا الأمل بأن تسارع وزارة الدفاع العراقية بإيصال جثمان ابنهم المقاتل إلى بغداد، ليطمئنوا على مصيره ودفنه كحال زملائه العسكريين».!!


1