أحدث الأخبار
الجمعة 19 نيسان/أبريل 2024
جهود "السلام" الامريكيه!!؟

بقلم :  د.شكري الهزَّيل ... 25.6.06

هُنالك نهج او اسلوب واضح ومُتَكَّرِرلا يَتَحَدَّد بالزمان ولا بالمكان ولا حتى بالاحداث , وهُو شبه عاده ومسلكيه روتينيه مُطلقه ومُستمره منذ عقود كثيره تُجري عليها الامبرياليه الامريكيه من فترة الى أخرى بعض التَغييرات الشكليه في الخطاب السياسي وادوات التنفيذ والتطبيق لتِتلائم مع طبيعة المكان والزمان والاهداف الامبرياليه , ولكنها حافظت وتُحافظ على فحواها مُنذ قرون, وتُؤكد على كَينونة الفكر "الاستعماري" التَخريبي والإجرامي, ولرُبما في كثير من الاحيان لا تؤكد الامبرياليه كينونة نهجها واساليبها فحسب, لابل تتَخَطَّى هذه الكينونه نحو التَكثيف المُبرمَج لأساليب وادوات القمع والظُلم والنفاق والكذب الاعلامي وقلب الحقائق الى حَد الحديث عن "السلام" و"الارهاب" بصوره وَقِحه وومُخادعه من جهه وبِإستخفاف صارِخ ومُبرمَج للعقل العربي من جهه ثانيه وبالتالي لاحَظوا مَعي عُهر الاعلام العربي الرسمي والامبريالي ومحاولة تَرسيخ إستخفافِه بالعقل العربي والانساني وذلك في محاولة تسويق الكذب الامريكي في ثوب: جهود "السلام" : جهود "السلام" من وجهة نظر امريكيه تتطلب أن تُكَّذِب كأنسان عربي أو أيا كان ما هُو حاصِل من مجازر بشعه بحق الشعب الفلسطيني ,وتتطلَّب ان تَعتَبر هذا الدم الفلسطيني ألأحمر مُجرَّد ماء اوكذبه فلسطينيه مَصبوغه باللون ألاحمر!,. وهؤلاء الأطفال المُضرَّعون بالدم وتلك البشر المُجزَّرون إربا وقِطعا مُجرد فيلم هولويودي أمريكي عنيف ولاعلاقه لَهُ بالواقع وب"الاجتهاد" الاسرائيلي وألأمريكي في جهود" السلام" اللتي تعيشها على جلدها يوميا غزه,ورفح, ونابلس, وجنين , وعامة ربوع الوطن الفلسطيني, وكذلك يعِيشُها هؤلاء الفلسطينيين اللتي تَستقبلِهُم الحواجز الاسرائيليه ب"لحلوى والترحِيب" وتتركهُم ساعات طويله يَتَمَتعون ب" حُرية الانتظار" أو الاعتقال الطَوعي والزج بهُم في "المُنتزهات والغُرَف" المُكيَّفه اللتي تُقيمها وأقامَتُها اسرائيل وامريكا لِعموم الشعب الفلسطيني في أطر سَعيها وجهودها المُضنيه من أجل "السلام" العائم في برك الدم الفلسطيني والعراقي ايضا!!!!
بطبيعة الحال : عليك ان تًَصدِق او لا تصَدِق!, وان تَكون عاقِلا اوغيرهذا!.. هذه هي تماما جهود"السلام" كما تَراها او لا تَراهَا في لحم فلسطيني عالِق على الحِيطان او بين أسنان مُجنزره اسرائيليه. واخر مُتفحم في سيارته او بيته. وفي وضَح النهار وأمام عدسات كُل كاميرات العالم...بطبيعة الحال يجب ان نُصدق: هذا الدهس والهَرِس والذبح كان ومازال يُستَعمَّل فقط من أجل جهود " السلام" الاسرائيليه والامريكيه وضمن إستراتيجية "استخدام القوه المُناسبه" و"حق الدفاع عن النفس" اللتي منحها راعي"عملية السلام" لاسرائيل, بمعنى مايجري في الاراضي الفلسطينيه هُو ليس استخدام للقوه المُفرطه وليس هجوم وليس مذبحه لا بل فقط "جهود سلام" امريكيه واسرائيليه!!!!؟ وهذا هو قَدَّركُم وقَولْ رَبَّكُم على الأرض ياعرب!! ....."جهودسلام" امريكيه وعربيه رسميه يتخللها عناق حار بين اولمرت وعباس في الاردن" اولا"!!!
يقول المثل العربي" إذا لا تَخاف ولا تَستَحي فأفعَّل ما تشاء!" ويقول المثل البدوي "كُل شَاه مُعَلَّقَّه من عَرقُوبها" , ويبدو أن المثل الاول ينطبق على امريكا, والثاني على العرب اللذي تُعَلِقَهُم امريكا من عراقيبَهُم في مسلَخ " جهود السلام" وجهود" نشر الديموقراطيه الامريكيه كما جرى ويجري في العراق::.. ديموقراطية الجثث والرؤوس المقطوعه وهمجية ووحشية اساليب القتل!!
بطبيعة الحال ومنطق سيد العرب على الارض: العرب هُم اللذين جاءوا الى بغداد والقدس وقامُوا بإحتلالها,. والاسرائيليين والامريكان يُحاربُون فقط من اجل " السلام والديموقراطيه" وضد " الارهاب" العربي الذي يُهَدِد الامن الامريكي والعالمي لابل يُهَدِد امن وسلامة عروش وقُصور العرب الذين تَطَوَّعوا في صفوف جيش" العداله" ورامبُو اللذي يُطارد ويقتُل حتى الاطفال العرب.."إرهابيي المُستقبل"...نعم هِيك ولِيك الحرب على "الارهاب" وجهود "السلام" الامريكيه!!
بطبيعة الحال وفي معقول اللا معقول الامريكي مايجري في العراق من ذبح وسلخ وتعذيب امريكي للشعب العراقي يندرج في اطر جهود" السلام والديموقراطيه" ولا علاقه له بالعقليه الاجراميه اللتي شنت الحرب على العراق, واعادته الى العصور الوسطى على جميع المستويات وبالتالي على العرب ان يُصدقوا ان حرب امريكا على العراق قد تحولت بين ليله وضحاها من حرب على " اسلحة الدمار الشامل" الى حرب على "الارهاب" ومن اجل "الديموقرطيه" في العراق...!!.... كل هذا الدمار والخراب في العراق وفلسطين ومازال الكاوبوي الامريكي يتحدث عن " السلام والديموقراطيه"!! ..مش معقول.. صدق او لا تُصدق وكأن العرب مقلوبين على عقب وسيصدقُون هذا الكذب الامريكي الصارخ!!
واخيرا وليس اخرا وفي زمن غير المَعقول ومايجري من فرض قسري سافر لِعادية و"شرعية" حرب بوش على "الارهاب" والترويج لِدعاية "جهود السلام الامريكيه" ,لا بُد من التأكيد على حقيقه ان مايجري هو وجهان لِعمله واحده من عدوان امريكي اسرائيلي على العرب, ولكن من المؤسف ان يَصِل العرب واعلامَهُم الرسمي الى هذا الحَضيض السياسي والانهيار الحضاري والاخلاقي الى حَد ان تَصبِح الإدانة العربيه اللفظِِيه لمايجري في فلسطين والعراق شئ مُستَحِيل.. وقوات الاحتلال في العراق تُسمى في الاعلام العربي الساقط مجرد"قوات تحالف"!! والانكى من هذا كله هو ان انظمة العار العربي مازالت تلوك وتتكور في مُستنقع " جهود" السلام الامريكيه!!