أحدث الأخبار
السبت 20 نيسان/أبريل 2024
أزمة الخطاب السياسي والوطني الفلسطيني!!؟

بقلم : د.شكري الهزيل ... 25.4.06

يبدو جليا ان الردح والترقيع والوهم السياسي هو السائد في الوقت الراهن على الساحه الفلسطينيه كتعويض او محاولة تعويض يُراد لهَا ان تكون ردا مُقنعا على حاله سياسيه مُزريه واداء سياسي ردئ يعيشه الشعب الفلسطيني كواقع يومي في ظل الغياب الاكبر والاعظم لرؤيه سياسيه فلسطينيه تبعث الامل في افق الوطن والفضاء الفلسطيني, لابل تُضئ النور في عتمة وظَلمة جَور الخارج والداخل, وما ادراكُم بأخطاء وتناقضات الداخل المتمثل في تيارات وحركات سياسيه فلسطينيه تَدّعي كل منها انه تمتلك الرؤيه السياسيه والحل وسر " سعادة ومستقبل" الشعب الفلسطيني[ الحديث يدور هنا من وجهة نظر تضليليه عن كامل الشعب الفلسطيني بينما الحقيقه ان الصراع الحالي دائر على رُقع جغرافيه وديموغرافيه فلسطينيه بهدف إختزال مفهوم القضيه الفلسطينيه والشعب الفلسطيني في هذا الاطار الديموغرافي والجغرافي والسياسي!!؟] اللذي يُعاني الأمرين من مطرقة صراع النفوذ والسيطره بين فتح وحماس وسندان الاحتلال الاسرائيلي والموقف الامريكي وبالتالي وللأسف تُعاني القضيه الفلسطينيه في الوقت الراهن من ضياع الرسن والمقومات الوطنيه والسياسيه والتاريخيه اللازمه لصيانة كينونة الحق والوجود الفلسطيني السياسي والوطني!!
يبدو لي ان الكاتب والمفكر الفلسطيني الدكتور عبدالوهاب الكيالي قد سبق عصره عندما كتب منذ عقود مضت بأنه " في فلسطين عرف العرب قمة التحدي, وعلى ارض فلسطين سوف يتقرر المستقبل العربي!!", والواقع ان هذه المقوله تعكس اليوم حالة فلسطين وحالة العرب وحالة الحرب بكل اشكالها اللتي تُشن على الشعب الفلسطيني!!, ولكن وكما هو واضح: تُرك الفلسطينيون وحدهُم يُواجهون قضيتهُم ومصيرهم لابل ماهو جاري ان النظام العربي المهزوم ومشتقاته من فلسطينيين, يُحاول ويُشارك في فرض الهزيمه ورسم معالم المستقبل الفلسطيني على ارض فلسطين وخارجها,, واظن جازما ان التمكُن من معرفة مجرى التاريخ الفلسطيني وإ ستلهام الماضي والحاضر سيشكل حافزا ورافِعه ترفَع وتُرمم الحاضر والواقع الفلسطيني والسؤال المطروح: هل بالفعل كان فوز حماس في الانتخابات الفلسطينيه "إنطلاقه " تاريخيه ام مجرد حدث عابر مصيره التلاشي والزوال؟؟ وفي المقابل: هل قبل الاوسلويين بنتيجة الانتخابات فعلا؟؟ ام راهنوا على " مؤسسة الرئاسه الفلسطينيه" والحصار العالمي والاقليمي, في عملية تجويف فوز ودور حكومة حماس؟؟
مما لا شك فيه ان" مؤسسة الرئاسه الفلسطينيه" وحلفاءها الاقليميين والعالميين, يشنون حرب إعلاميه وإقتصاديه وسياسيه على حركة حماس والشعب الفلسطيني, ولكن في المقابل ايضا تشن حماس وحلفاءها الاقليميين حرب إعلاميه كان خطاب خالد مشعل من دمشق بمثابة البدايه وليست ذروة هذه الحرب الاعلاميه, وفي المقابل وهكذا دواليك إلتقطت فتح كُرة دمشق كفرصه سانحه ببدأ الهجوم على حماس والتشكيك في مقدرتها وتحميلها مسؤولية واسباب الحصار والوضع المزري اللذي يعيشه الشعب الفلسطيني في مناطق الضفه والقطاع!! وهذا الامر[ اي مسؤولية حماس!!] قد يبدو عجيبا وغريبا!!, ولكنه فيه شئ من الصحيح ويتجلى في نصب فتح شرك سياسي ووطني لحماس من خلال انتخابات فلسطينيه مبنيه بالاساس على اسس اوسلو اللتي عارضتها وتُُعارضها حماس , وسقوط هذه الاخيره في هذا الشرك وإن لم يكُن ايضا الدرك الانتخابي اللذي وقعت فيه حماس!! ..... اوسلو كانت ومازالت الاساس والمنطلق لحالة الحصار والجوع اللذي يعيشها الشعب الفلسطيني اليوم,, واللذين شاركوا على اسس وفي انتخابات اوسلو يتحملون المسؤوليه لأنهم ببساطه قبلوا مُعطيات ونتائج اوسلو اللتي اوصلت الحاله الفلسطينيه في الضفه والقطاع بما هي عليه اليوم بكل معطياتها ومقوماتها سواء الاقتصاديه او السياسيه او الامنيه او الوطنيه!!., بمعنى ان حماس كحكومه تريد[ او من المفروض هكذا!!] حُكم بنيه سياسيه وإقتصاديه وامنيه من انتاج وإخراج اوسلو وفتح...عظما ولحما وروح وقناعه!!, وهذا[ اي سيطرة حماس على منتوج فتح] ما لم يسمح به عناصر ورموز السلطه الاوسلويه الذين راهنوا على مُسمار جُحا "مؤسسة االرئاسه الفلسطينيه" وما يسمى بصلاحياتها!!...و بصراحه في هذه الحاله حاميها حراميها:: وببساطه: من وجهة نظر ما يسمى ب" مؤسسة الرئاسه الفلسطينيه" كان التكتيك السياسي كالتالي:...سنعترف بفوز حماس في " الانتخابات الديموقراطيه", وسنترُكها تُشكل الحكومه!! ومن ثُم تدير الدائره عليها من قبل امريكا واسرائيل والنظام العربي, وبعدها سنُشارك [ كما هو حاصل في الوقت الراهن" في تقويض حماس وصلاحياتها على قدم وساق مع الانظمه العربيه وامريكا واسرائيل!!!... لسان حال " مؤسسة الرئاسه الفلسطينيه" يقول للشعب الفلسطيني: حماس تعني الجوع والضيق,, وفتح تعني الخبز والشبع والفَرج!! وبدون " مؤسسة الرئاسه" لا يوجد مساعدات دوليه!! ولذلك يدعي هؤلاء انهُم هم الوحيدون القادرون على توفير مقومات العيش للشعب الفلسطيني في الضفه والقطاع!! ...ببساطه" تشعُر "مؤسسة السلطه الفلسطينيه" بانها صاحبة المشروع والدار والديار,, وحماس مجرد دخيله لايحق لها إدارة دار وديار فتح!! وعندما يقول مُستشار الرئيس الفلسطيني من على منبر فضائية الجزيره " اننا [ اي فتح] زلطنا الزلط!" ويُعلق الامر على شماعة خطاب مشعل!!, فهو يعني أنهُ لم يقبل اساسا فوز حماسء ولم يزلطه " يبتلعه باللهجه الفلسطينيه", وكل ماجرى فقط تكتيك وتعريه لموقف حماس وحتمية تحميلها مسؤولية حصار وتجويع الشعب الفلسطيني!!
من الواضح ان الكثيرين من العرب والفلسطينين اللذين هللوا وباركوا فوز حماس في الانتخابات ليست بالضروره هم من الحمامسه[ ايديولوجيا وفكريا!!], لابل ان التهليل والمباركة بفوز حماس تكمُن في هزيمة نهج الفساد والعجز والانبطاح والتفريط المُتمثل في اوسلو وسلطتها ومشتقاتها من فلسطينيين وعرب!!, ولكن: من دَرى ولا يدري وحيث لا يدري فأن ما حدث هو مطب سياسي وتاريخي سقطت فيه حماس " المعارضه لاوسلو" والفائزه في انتخابات جرت على اساس قوانين ومعطيات " اوسلو",,, والأمر هنا واضح وشديد الوضوح وهو: انه ُلا يمكنك ان تبني على رُكام من الفساد والخسارات المتعاقبه والتناقضات, ولا تقبل الفصل بين اوسلو والخيارات الاخرى!, أما ان تقبل اوسلو ككل او ترفضها جملة وتفصيلا!!.... ماجرى لحماس من وجهة نظر تحليليه وبدون مواربه يندرج في اطر: الانتهازيه السياسيه, والتسلُق الى السلطه من خلال سُلم اوسلو والادعاء في المقابل بانك مُعارض لاوسلو!!!.. والحقيقه الموضوعيه[ مُجرده من العواطف والمواقف!!] تُعطي الحق لفريق العباسيين القول:: بانهُ لولا اوسلو وديموقراطية فتح لما وصلت حماس للحكومه الفلسطينيه!!!.. هذا القول صحيح بغظ النظر عن اهداف هكذا اقوال ومواقف يتمسك بها النهج الفلسطيني الفاسد!!
من هنا يبدو ان الخطاب السياسي والوطني الفلسطيني يعيش ازمه حقيقيه وخانقه وتتجلى ليس في نهج العجز والفساد الفلسطيني ومحاولة توظيفه لرموز ومعطيات فلسطينيه تاريخيه ووطنيه مثل منظمة التحرير الفلسطينيه وشرعية تمثيلها للشعب الفلسطيني!!... هنا فقط للتذكير بمفارقه قد طبت او تطُب فيها حماس دون ان تدري وهي: ان النظام الاردني والى حد محدود النظام السوري, رفض لمده طويله الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينيه كممثل وحيد وشرعي للشعب الفلسطيني!!, ومن المؤكد ان حماس ليست النظام الاردني!!,, ولكنها لم تتخذ حتى اليوم موقفا واضحا من اهم مؤسسات التاريخ والتمثيل الفلسطيني , وهي منظمة التحرير, وفي نفس الوقت لم تُفرق حماس بين السلطه الفلسطينيه ومنظمة التحرير الفلسطينيه, وفي نفس الوقت ايضا تسمح حماس لنفسها الاحتفاء بنصرها في الانتخابات الفلسطينيه المبنيه على اسس اوسلو وإتفاقيات اوسلو الموقعَه من قبل الجناح الانبطاحي داخل منظمة التحرير الفلسطينيه!!.. بصراحه: يوجد ضبابيه وعدم وضوح في رؤية ومسلكية حماس السياسيه رغم انها تزعم انها تملك البرنامج الوطني كبديل لنهج الفساد والعجز والتفريط اللذي يُثقل كاهل الشعب والتاريخ الفلسطيني!! والسؤال المطروح هنا: إذا كان بالامكان تشكيل حكومه فلسطينيه على اساس اوسلو,, فلماذا لاتعترف حماس بشرعية منظمة التحرير كممثل وحيد وشرعي للشعب الفلسطيني, وتسعى [ اي حماس] كجزء من المنظمه الى تطوير المنظمه على اساس الميثاق الوطني الفلسطيني... مثلا؟؟...... لايمكن لك ان تُعبر او تُمثل شعب عن طريق "الغوغائيه" والفوضى السياسيه نظريا وتطبيقيا , ولا يمكن ان تمحى بجرة قلم رمز ومعلم مهم من معالم التاريخ والواقع الفلسطيني!!!
هنالك دوما على الضفة الاخرى من يتربص بالقضيه الفلسطينيه والاحتلال الاسرائيلي من ضمن الُمُتربصين الاساسيين, ولكنه ليس وحده!!! وكما ذكرت في بداية هذ المقال, لا بُد من إستلهام الماضي والتجربه التاريخيه, وتحاشي اغلاط تجاذب القضيه الفلسطينيه بين نظام الاردن, والنظام السوري, والنظام المصري,,,, واعجب كل العجب ان يقف خالد مشعل في دمشق وتحت كنف النظام السوري, ليطلق الاتهامات والتصريحات الناريه ضد العباسيين,, وفي المقابل ولسخرية التاريخ يقف محمود عباس في عمان وتحت كنف النظام الاردني: يتبنى الموقف الاردني المعادي لحماس!!!
واخيرا وليس اخرا هنالك ازمه سياسيه وطنيه فلسطينيه لا تتجلى في الاحتلال الاسرائيلي وسياسة معتوه واشنطن فقط, لابل في قُصر نظر برامج سياسيه فلسطينيه انيه ومُضلله,يقف على ضفتها الاولى نهج الفاسدين والعاجزين والمُتحالفين مع امريكا واسرائيل وانظمة العار العربي , وعلى الضفة الاخرى نهج قريب من العدميه والانتهازيه السياسيه يتخلل برنامجه ونهجه ضبابيه لا بد من إضاءت معالم طريقه وبرنامجه السياسي!!!... الواقع ان الشعب الفلسطيني لا يُعاني فقط من الاحتلال والظلم والجوع لابل بالدرجة الاولى من ازمة قياده ورؤيه سياسيه وطنيه فلسطينيه..داخليه!!!.. لا تكذبوا على الناس: إما اوسلو ومعطياتها!!! ام لا؟؟؟... التوفيق" السياسي" الفلسطيني بين هذا وذاك والانتقائيه اخطر من الاحتلال الاسرائيلي,,..وإن لم يكن موضوعيا داعما له!!!...