أحدث الأخبار
الجمعة 19 نيسان/أبريل 2024
القضيه الفلسطينيه: معادلة" الغذاء مقابل النفط" في ثوب:"االراتب مقابل الوطن"!!!

بقلم : د.شكري الهزيل ... 5.8.06

من الواضح اننا ليست بحاجه لاجتراح المعجزات حتى نفهم ونستوعب ماهو جاري على الآرض وللشعب الفلسطيني في مناطق الضفه والقطاع, وكما هو واضح اصبحت اللعبه مفضوحه وواضحه المعالم والعناصر وهي الوجه الأخر لمعادلة ولعبة " الغذاء مقابل النفط" اللتي فرضتها امريكا على العراق لفتره طويله , وهي المعادله اللتي لم تشفَع للعراق ولم تحميه لاحقا من الغزو والاحتلال الامريكي , وهاهي المعادله الامريكيه في العراق هي نفسها تمتشق ثوبا جديدا , وتظهر من جديد في فلسطين تحت اسم " الراتب مقابل الوطن"...الغذاء... الخبز!!!.. الفارق الوحيد بين معادلة النفط مقابل الغذاء في العراق, والراتب مقابل الوطن في فلسطين هو ان الفلسطينيين لايملكون نفطا يُساومون به تسعيرة الغذاء[ الراتب], والمطلوب هو المزيد من التنازل لاسرائيل والمساومه على الارض مقابل الغذاء!!
ما هو واضح ايضا هو ان حميع القوى العالميه والاقليميه العربيه اللتي شاركت في حصار العراق ومعادلة " الغذاء مقابل النفط" وفيما بعد إحتلال العراق وإسقاط النظام, هي نفسها تُشارك اليوم في حصار الشعب الفلسطيني وحكومة حماس وبالتالي يبدو بوضوح ان الانظمه العربيه وامريكا واسرائيل ورئاسة السلطه الفلسطينيه, جميعا عازمين على إسقاط الحكومه الفلسطينيه عاجلا ام اجلا.[ القضيه قضية وقت وحجج واعذار جاهزه ] من خلال الحصار الاقتصادي وسياسة التجويع اولا ومن ثُم من خلال الغزو العسكري الاسرائيلي وإحتلال مناطق الضفه والقطاع ثانيا وبالتالي إسقاط حكومة حماس بالاضافه الى الغاء نتيجة الانتخابات الفلسطينيه نهائيا وإلغاء " السلطه الحاليه" على اساس خلق سلطة مايمكن تسميتها بسلطة " الراتب والخبز" اللذي يُمثلها ويعبر عنها اصلا جناح فلسطيني قائم وموجود, ويتمثل في ما يسمى بمؤسسة الرئاسه الفلسطينيه!!!.... ببساطه: في فلسطين يوجد كرازاي وجلبي فلسطيني جاهز ومُنظم ومُؤسس ,, ومجلس حكم فلسطيني جاهز كبديل لحكومة الحمامسه!!!
من الواضح ان ما هو جاري للشعب الفلسطيني في مناطق الضفه والقطاع , يسير ضمن خطه مبرمجه تهدف الى تركيع الشعب الفلسطيني من خلال سياسة الحصار الاقتصادي والعسكري والتجويع على وجه التحديد!, ولكن من الواضح ايضا ان ما يسمى بالانتخابات الديموقراطيه اللتي روج ويُروج لها الغرب وامريكا ما هي إلا مجرد كذب ونفاق وباطل يُراد به حقا!! بمعنى بسيط ومعادله بسيطه مفادها:إذا صبَّت نتائج الانتخابات في خانة مصالح واشنطن واسرائيل , وحلفاءهما من فلسطينيي وعرب الرده, فهي إنتخابات ديموقراطيه!!, أما وإذا جاءت النتائج معاكسه للتصور الامريكي كما جرى في الانتخابات الفلسطينيه, فهي انتخابات غير ديموقراطيه والسبب بسيط وهو ان الانتخابات لم تخدم مصالح امريكا واسرائيل وحلفاءهُم من عرب و فلسطينيين فاسدين,,, ولذلك ومن وجهة نظر امريكيه واسرائيليه: لا بُد من حجب رغيف الخبز عن الشعب الفلسطيني, بمعنى بسيط:إما الخبز والاحتلال او الوطن!!.. ولسان حال اسرائيل وامريكا يقول للفسطينيين:: نحن ليست وحدنا وتدعمنا جميع الانظمه العربيه في وجهة النظر هذه!!.. انظروا كيف رفضت مصر إستقبال وزير خارجية الحكومه الفلسطينيه المُنتخبه!!! وسخرية القدر هنا ان وزير خارجية مصر عنده من الوقت الكافي والدائم لاستقبال اصغر فَرّاش وموظف في البيت الابيض,, ويعتذر عن لقاء وزير خارجية فلسطين لضيق الوقت!!؟
حبذا لو خجل الغِراب وإستحى من ان يتغنى بالديموقراطيه وهو كاذب ومنافق كحال امريكا ومشتقاتها من فلسطينيين وعرب!, ولكن الغراب يُغني وينعق لأنه ببساطه لا يعرف الحَياء ولا الخجل ولا الصدق ولا يملك حتى ادنى مقومات القيم والاخلاق, وخير دليل على هذا هو فرض الحصار والتجويع على الشعب الفلسطيني بسسبب إنتخابه لحماس!!,.. وبغض النظر هنا عن خطأ او صواب إنتخاب حماس, إلا ان من إختار الديموقراطيه كطريق ونهج ,فعليه ان يقبل ويحترم نتائجها حتى قُدوم موعد الانتخابات القادمه اللتي سيُقرر فيها الشعب إستمراريةهذا الحزب او الحركه في الحكم ام لا عن طريق الانتخابات وليس عن طريق الحصار والقصف والجوع والتجويع ومعادلة " الوطن مقابل الراتب" كما هو جاري في المناطق الفلسطينيه في الضفه والقطاع!!
من المؤسف القول ان الحصار والتجويع المفروض على الشعب الفلسطيني بحجة انتخابه "ديموقراطيا" لحماس او الحمامسه هو ليس حصارا امريكيا فقط لا بل هو حصار محبُوك يُشارك فيه رموز الفساد الفلسطيني المُختبئين وراء وفي ثوب" رئاسة السلطه الفلسطينيه" ويشارك فيه ايضا بشكل قذر النظام المصري وكامل الانظمه العربيه المتحالفه مع امريكا على اساس تقزيم القضيه الفلسطينيه وإيصالها الى هذا الحَد والمستوى,, كقضيه إجتماعيه ومعيشيه يُطالب فيها الفلسطينيون[ كما هو حاصل في الوقت الراهن!!] فقط بحق العيش ودفع رواتب الموظفين والمحتاجين الجوعى, لتصبح القضايا الاساسيه مثل الارض والحقوق والاحتلال والقدس قضايا ثانويه وغير مهمه!!.. لاحظوا ببساطه كيف يتداول الاعلام قضية إفلاس "خزينة السلطه" او الحكومه الفلسطينيه,وطرح قضية كيفية توفير الميزانيه ودفع الرواتب كقضيه مركزيه!!.. الرساله واضحه والمعادله واضحه وهي ان امريكا واسرائيل والنظام المصري والعباسي الفلسطيني يقول للفلسطينيين في الضفه والقطاع:: وبما انكم انتخبتُم الحمامسه [ سواء كان للحمامسه رؤيه او برنامج عمل سياسي ام لا, فهذا سؤال اخر !!؟] وخالفتُم راي الفاسدين والغاصبين,, فعليكُم ان تدفعوا الثمن من خلال الحصار والجوع والقصف الى حين تقبلوا بفتات الحقوق والخبز وبحكم الفاسدين وشروط الاحتلال!!... حينها سنشبع بطونكم وندفع رواتب موظفي اوسلو" السلطه"!!!..و طالما هذا لم يحصل من وجهة نظر امريكا ومشتقاتها!: فسيبقى سيف التجويع والتركيع مُسلط على رقاب الشعب الفلسطيني في الضفه والقطاع!!!...هذا هو الحال والوضع والتصور اللذي يطرحه فاقِدي الاخلاق والقيم الانسانيه من امريكا ومرورا بالاحتلال الاسرائيلي وحتى عكاكيزه من فلسطينيين وعرب رِده ساقطين تاريخيا واخلاقيا!!!
وبالمناسبه:: يُحاول بعض الفاسدين الاختباء وراء شماعة منظمة التحرير بعد ما قام هؤلاء الاوسلويينأصلا بتهشيم مقومات وميثاق منظمة التحرير على مدى عقود من الزمن, مُختبئين وراء ما يسمى ب" السلطه الفلسطينيه" كبديل لمنظمة التحرير, والسؤال المطروح هو بالفعل ليس قضية سلطه او منظمه اوحماس او فتح ..الخ... السؤال هو: مدى قبول الفلسطينيون معادلة: الراتب والخبز مقابل الوطن والقبول بالاحتلال!َ!.... بالمناسبه ايضا: لا بد انكم سمعتُم سابقا عن معادلة " الارض مقابل السلام"....ألأن صارت: الراتب مقابل!!!!!!