أحدث الأخبار
الجمعة 29 آذار/مارس 2024
الوطن العربي والكرامه المهدوره!!

بقلم : د.شكري الهزيل ... 30.6.06

لم يبقى في جُعبة معاجمنا اللغويه والمجازيه شيئا نُقدِمه سوى اساطير ومُسلسلات تأخذ السامع والمشاهد بعيداً عن واقع حاصل لا يَقف خلف الباب ولا وراء الجُدران لابل أنَّه قاطنا في وسط الدار ومواطنا عاديا يَصول ويجول بِحريه كامله من المحيط الى الخليج, ومن الشرق الى الغرب, وها نحن نَقلب التاريخ على عقب, ونتذكر مقولة راحل "ان حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديموقراطية", ثُم يأتيك الرد سريعاً والتفسير اسرع من ارض الكنانة, وارض الحرمين, وارض الشام, وارض خليج امريكان: "ان حرية الذل والهزيمه هي المقدمة الأولى للحياه والسياسه الرسميه العربيه " وهذه فضائيات الرحمن والعربان الراقصه على انغام التغريب لخير دليل على اننا بِالف عافيه والف كارثه!!!... آخر العُربان, واربح المليون, وحزر فزر, وعشرات النكات والاغاني, والحفلات الغنائيه الراقصه,,, وكأن ماهو حاصل في غزه والوطن العربي ككل امر لا شأن له ولا يهم العرب ولا يمس حتى شعورهم وإحساسهُم لا من بعيد ولا من قريب!!!.... جيل عربي من انتاج وإخراج مبارك "المبارك" وعبدالله " اولا"!!!!
منذ قرن ونيف كان القاصي والداني يَعرف اين الخلل, ولكن منذ عقدين ونيف اصبح ذبح الفلسطيني ذبح إقليمي قبل ان يكون عالمي وأُممي, وبانت شمس الحقيقه, وإذ بالساقط والصامت العربي شريكاً من اللحم الى العظم في الإتجاه المُعادي والمُعاكس ويُشارك في تَطويق الشعب الفلسطيني من كل الإتجاهات, وكما يعرف الجميع يبدو أننا جميعاً كُنَّا وما زلنا نُشارك في"عُرس بغل عربي" والمقصود هنا هو ما سُمي بـ"دول الطوق العربي" والدور المقلوب وهو فرض الطوق على الفلسطينيين حتى يتسنى لإسرائيل هزيمتهُم وسلب حُقوقهُم ... نعم هذا هو الواقع وما يجري في فلسطين وإجتياح غزه تحديدا هو عدوان مُشترك بين دول الطوق "والصمت العربي" وامريكا واسرائيل على الشعب الفلسطيني!!
لم تَعُد الجغرافيا ولم يعُد التاريخ والإنتساب شيئاً مُهماًً في ظل القطيعة الحاصلة بين الكرامة المهدورة وا لوطنٍ العربي الذي يُعاني الأمرين من استعمار خارجي بغيض واستعمار واستهتار داخلي تقوده قوى الظلام وألاذلال التي تعتاش على بيع الوطن وهدر كرامة الشعوب الى حد ان سجن الشعب الفلسطيني والهجوم الاسرائيلي على غزة هاشم لم يعُد خبراً مُهما في نشرات اخبار من تضمن امنهُم امريكا واسرائيل والمرعوبين من المثال والنموذج الفلسطيني, وهُم السَباقين في المبادرات الرامية الى هضم الحق الفلسطيني وترسيخ الاحتلال الاسرائيلي وهُم رمز النذاله وثقافة الانحطاط والخنوع اللتي تُطالب بتحرير جندي اسرائيلي اسير ولا تُعير انتباها لالاف الاسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال الاسرائيلي, لابل لا تهتم بمصير شعب كامل يعيش في ظل الحصار والدمار!!
يَجتث الواقع العربي أُكذوبة "دول عربية مُستقلة" من جذورها الواهية والمُتهاوية امام الجاري في فلسطين والعراق, وامام صمود الشعب الفلسطيني اللذي أبى ان يركع امام الحصار العربي والاحتلال الاسرائيلي, وكما ابى فلسطين, ابت نابلس, ابت جنين وغزه الغارقه في الظلام ان تركع لمطالب المُحتل, ابت ايضا هذه ان تَصغي للطابور الخامس العربي في الشكل والصهيوني في الفحوى ...هذا الطابور اللذي إمتَهَنَ النذالة كَمِهنة بَقاء وإرتبط بها, وشتان بين المُرابطين في اكناف القدس واحضان الوطن والعز والكرامة وبين القابضين على الهزيمة والنذالة كَضمانة لِبقائهم في قُصور العار والنذالة.... صِهو يا ال مُبارك " المبارك" وعبدالله " اولا" الذي احرق قلبكُم اسر جندي اسراائيلي ولم يهمكُم مصير الشعب الفلسطيني المحاصر والسجين!!! صهو ا ايها الصامتين والقابضين على العار والنذاله كنهج!!!
نعم... شتان بين طيور النورس الفلسطينية وشُهداء الحرية والكرامة الوطنية وبين طيور الأقفاص العربية اللتي رَوضهْا حاكمها تارة بِالحديد والنار واُخرى بِالإعلام الهابط وحُرية لا تتعدى مساحة رغيف خبزمَجبول بالذل وغياب الكرامة ملح الشعوب الحُرة!!!
لقد اجرم النظام العربي الحاكم بحق الشعوب العربيه, وجعلها مُجرد حطب لثقافة الاحباط والدونيه الذي زرعها الاعلام العربي في نفسية وكيان العرب, وكعادتهُم سيختبئ الحكام العرب وعلى راسهُم النظام المصري حتى تُنفذ اسرائيل عدوانها على غزه, ومن ثُم يعودون للظهور في الاعلام يتباكون على الفلسطينيين كما تباكوا على العراق بعد إحتلاله وتدميره بمشاركة انظمة العار العربي!!!! والحال نفسه يتكررالان في ابان العدوان الاسرائيلي على غزه!!
يُشكل هذا الاسلوب في التعامل مع الشعوب العربية اعلى درجات الإستهتار والهمجية في أنٍ واحد, وهُو الاسلوب اللذي سلب الانسان العربي ليس الكرامة فحسب لا بل أنهُ سلب مُبرمج لإنسانية ووجدان العربي وترسيخ الشعور بالعجز والدونية كهدف استراتيجي يَخدم مصلحة الطُغم الحاكمة وابواقها من طُفيليين من جهة، ويخدم القوى الاستعماريه من جهة ثانية, وبالتالي وبِنَظرة موضوعية وواقعية نرى أنَّ أكثرية الطُغم الدكتاتورية والهمجية في العالم العربي قد أعادَت الاستعمار الى العالم العربي, وحّوَّلت الوطن العربي الى قاعدة عسكرية امريكية ينطلق منها جميع اشكال العدوان على الشعوب العربية بمُشاركة القوى الهمجية المُتمثله بِابشع قوى عربيه في التاريخ العربي. ولكن الانكى من هذا كله مشاركة الانظمه العربيه اسميا وموضوعيا في المخططات الاسرائيليه والامريكيه الهادفه الى تركيع الشعب الفلسطيني كما هو جاري في الوقت الراهن في غزه.....صمت العرب وتأمرهُم يعني مشاركتهُم الفعليه في العدوان الاسرائيلي على غزه والشعب الفلسطيني ككل!!