أحدث الأخبار
السبت 20 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 41309
خاطره.. قصص قصيره ..كريم الثوري..استراليا ..
19.10.2010

1غربة...
ركب في الباص العمومي ، بحث عن مكان شاغر لا يشاركه فيه أحد ، كانت غالبية المقاعد إمّا يشغلها راكب أو راكبين ، تأفف ، كان يريد أن يجلس وعيناه على النافذة ،
فالحياة لا تمضي مسرعة...
2
اتخذ مجلسا متطرفا في مقهى شعبي ، كان يراقب الطريق بميلانهِ وهو شبه مستلقي ، يُشخص أخطاء المارة. جلس إلى جواره أحد الأشخاص ، أقنع نفسه بعدم وجوده ، لكنه ما لبث أن حبسه بين كماشتيه دون أن يُشعِرهُ ، حتى أًحصى عليه عدد من الهفوات خلال فترة قياسية ، وحين ضاق صدره التفت إليه قائلا:
لقد برد الشاي الذي أمامك ، مابك تنظرإليّ
كأني شريكك اللدود...؟!
3
كان يلتهم الطعام ويثرثر، يتسابق الماء إلى جوفه حتى يسعل ويبتل .
سأل أمير الهدوء عن طريق الصبر.
كان المسؤول عنهُ لدرجة لا تطاق...
4
أحبّ بنت الجيران حتى هام في عشقها ، جاءه أحد الطيبين لنصيحته قائلاً: زوجتك بإنتظارك ...
وحينما عاد إلى بيته سألتهُ زوجهُ ما فعلت بيومك ؟ أجابها :
كنت اقضي بعض الوقت في مهمة روتينية...
فابتسمت بصبرالنساء!
5
كل شيء على مايرام ، فصداقتهما استمرت طويلا ، لكنه ولفرط لوعته ، أراد أن يجد سببا لخصامه ، فكر وحينما لم يجد ، انفلت عقال صبره:
كان أنيقاً لدرجة لا تطاق...
6
استأنس ذوقه بعطر فريد ، وحين اشتراه بثمن لا يُقهر عاد إلى بيته متباهيا ، فَرَحَتْ زوجه ،ابتسم أطفاله ، وتنسم الهواء للمرة الأولى فارق طلته . لكنه في اليوم الثاني ، وجد مدير العمل قد سرقه منه.
كانت بدلته أكثر تواضعاً مما يجب....
منذ ذلك اليوم ، كره كل العطور ، حتى تنفك عُرى التمايز الطبقي
فتعفن بعطره...
7
لم يسأل نفسه عن قدرته التوظيفية الفائقة لهذا اليوم ، ومِمّ هذا العنفوان المُفاجيء .
فمنذ أيام عدة والمطر والعواصف لم يهدأ لها بال
حتى سقطت أشجارمعمرة ، قطعت الطرق ، الجسور ، وانتشرت الفوضى
أسعدهُ هذا التحول المباغت ، كما لم يحتسب....
من أي طينة جُبِلت طينته...؟
8
كلما ازداد عجزا ، تتفتق مواهبة بشكل مُلفِتٌ للنظر
ترى ما يجمع عجزهُ ومواهبه الفريدة
أيهما أنا... ؟؟
9
حينما كانا معا سارت الأمور على طبيعتها
وحينما حلَ شخصاً ثالثا
حصل ارتاباك مُفاجيء ، مما حدّ بكل واحد منهم الدفاع عن نفسه ضد الآخر
كانت التهمة جاهزة...
10
يملك خمس دجاجات وديكين ، لا يدري ما الصدفة التي جمعتها ، لم تحصل مشاجرة بين الدجاجات بخلاف الديكين ، فقد كانا يتشاجران كل يوم لدرجة ابتلالهما بالدماء ، ثم يعودا وكأن شيئاً لم يكن ، على مرآى من سخرية الدجاجات الخمس .
فتعلم :
أسباب الحب...
معان الكره...
ودوافع القتال...
11
يوم حَلَ الإنفجار الكارثي ، وسقط الناس قتلى وجرحى ، عاد إلى بيته متطامنا ً، للمرة الأُولى منذ زمن طويل ، نام في حجر زوجته وراح يداعبها ويتفقد ملامحها ، كأنه كان في جبهات القتال وعاد سليماً....!
12
حينما عاد إلى وطنه بعد طول انتظار ، ذهب ليتفقد بيتهم القديم ، في الطريق أقفَلَ راجعاً ، بعد أن التقى بعض أصدقائه القدامى ، وعرف منهم بعض التفاصيل الجديدة
حول سيرورة حياتهم ما بعد التحرير..
13
لم يك صديقه بل توأَم روحه
شاطره كل شيء حتى أوعية السجون
بعد ثلاثين سنة عاد ليجده
وقد اشتغل سجانا لتاريخه القديم...
14
نامت سعيدة وقد ابتلت بعطره
نام كئيبا ًيفكر في غيرها
يوم غادر وأقسَم الآ يعود
كان الأطفال حلقة الوصل بين:
براءة الطبيعة وحريق الغابة ....


1