أحدث الأخبار
الخميس 28 آذار/مارس 2024
1 2 3 41304
خضار وفواكه المستقبل تنتج بالكمبيوتر في الصحراء!!
02.03.2017

كانبرا - من الصحراء الأسترالية إلى هيروشيما مرورا بجنوب فرنسا والمكسيك، باتت دفيئات زراعية أكثر تطورا تنتج الفاكهة والخضار المستقبلية بالاستعانة بأجهزة كمبيوتر ومن دون مبيدات حشرية.فمن دون مصادر طاقة أحفورية أو مبيدات حشرية كيميائية أو مياه عذبة، تنتج مزرعة “صن دروب فارمز” الأسترالية التي أطلقت في نهاية 2016 طماطم في قلب الصحراء بفضل موردين طبيعيين مجانيين هما الشمس ومياه البحر في مجمع فريد من نوعه حول العالم.وقد أطلقت شركة “فان در هويفن” الهولندية القائمة على المشروع هذه المنشأة مطلع فبراير في معرض “فروت لوجستيكا” في برلين. وقد أنشأت مع شركة “آل بورغ” الدنماركية هذه المزرعة الممتدة على مساحة مئتي ألف متر مربع من الدفيئات الزراعية الزجاجية التي تحيط بها 22 ألف مرآة. وهذه المنشآت تجذب أشعة الشمس وتركزها في قمة برج بما يشبه غلاية عملاقة.وعلى حرارة تبلغ 800 درجة، تفقد مياه البحر ملوحتها. وينفع بخار الماء الذي يعاد استخدامه باستمرار في تغذية توربينة تولد الكهرباء وفي تبريد الدفيئة وري النباتات التي تنمو على ركائز من ألياف جوز الهند أو الصخور البركانية المشبعة بالعناصر المغذية.وأشار بيتر سبامس المدير التجاري للشركة الهولندية، التي تستحوذ أنشطة التصدير على 95 بالمئة من رقم أعمالها البالغ 70 مليون يورو، إلى أن “فان در هويفن تفاوض حاليا على مشروع مشابه في السعودية”. غير أن المشكلة الرئيسية في هذا النظام هي كلفته الباهظة البالغة مئة مليون يورو.ولضمان استمرار هذا المشروع، اضطر المستثمرون إلى الحصول من أحد زبائن “صن دروب فارمز” على تعهد بتثبيت سعر الطماطم بالجملة عند ثلاثة دولارات للكيلوغرام على مدى عشر سنوات، على ما أوضح مصدر مطلع على المفاوضات. وهذا الأمر غير وارد في أوروبا حيث يراوح السعر بين 1 و1.5 يورو.وتباع دفيئات زراعية أخرى تتميز بتطورها التقني من دون الاعتماد على الطاقة الشمسية، في أنحاء مختلفة من العالم، من سهوب كازاخستان إلى هيروشيما اليابانية حيث من المقرر إنجاز مشروع ممتد على 12 هكتارا في سبتمبر.وقال سبامس “هناك، يكمن الهدف في إزالة الرطوبة بفضل استخدام مواد تمتص الرطوبة على غرار الاسفنج”. وأوضح أنطوان لوبيور رئيس مجموعة “ريشيل ايكيمبان”، أكبر مصنع فرنسي للدفيئات الزراعية وإحدى أكبر خمس شركات في العالم في المكسيك، حيث كانت الرطوبة والأمراض الناجمة عنها في منطقة استوائية تحتاج إلى معالجة كيميائية يومية في وسط الحقول، أن الدفيئات الزراعية أدت إلى تراجع وتيرة العلاجات إلى واحد شهريا.وأضاف “مع التغير المناخي نشهد أحداثا قصوى بوتيرة أكبر منها أمطار في عز موسم الصيف في مناطق كان يحتبس فيها المطر على الدوام. ويمكن لنظام إنتاج كامل أن ينهار فجأة”.وفي جنوب فرنسا، تحول فنسان كليمان وهو منتج شاب للطماطم المزروعة بتقنيات مراعية للبيئة إلى نظام “فان در هويفن” المسمى “دفيئات بيئية”.وقال “إنها ثورة لم نشهد مثيلا لها منذ ربع قرن ولن تتكرر في الربع القرن المقبل”.وتتميز هذه التقنية بعدم لجوئها إلى العلاجات بالمبيدات الحشرية فيما يسهم الضغط المرتفع في داخل الدفيئة المقفلة بشكل شبه محكم في منع دخول الحشرات الخارجية المدمرة للنباتات.ويتسم هذا النظام أيضا بتقليص الحاجة إلى مبيدات للفطريات، إذ أن التحكم دقيق للغاية بالحرارة في داخل الدفيئات الزراعية بالاستعانة بأجهزة كمبيوتر مدعومة بمرجل عامل بالكتلة الحيوية تبعا للأحوال الجوية. كذلك لا تعالج الجذور لأن الشتول يحصل عليها بتقنيات التطعيم النباتي.!!


1